فوائد حفظ
الشيخ : هذا فيه دليل على اجتماع القوم على أزوادهم ، يعني أن يجمعوا أزوادهم ويجتمعوا عليها لا سيما الرفقة في السفر إذا كانوا رفقة ، فإن من السنة أن يجمعوا أزوادهم ويأكلوها جميعا ، وهذا الآن يعني قد لا يكون موجودا ، لأن الناس الحمد لله كل معه سيارته ومعه أهله وطعامه ، لكن فيما سبق كانت السيارات الكبيرة تحمل إلى ثلاثين نفر إلى أربعين نفر إلى خمسين من مدن متعددة مثلا من العنيزة من بريدة من الرس من البداية جماعات في سيارة واحدة لأن السيارات قليلة ، ثم إذا نزلوا كل واحد يكون له مكان هو واثنين ثلاثة معه والثاني كذلك ، يعني كل واحد مع أهل بلده هذا خلاف السنة، السنة أن نجتمع يأتي كل واحد منا بالزاد الذي معه ونجتمع عليه لما في ذلك من الإلفة والبركة ، وهكذا الرسول عليه الصلاة والسلام.
انظر دعا بالأزواد عليه الصلاة والسلام فلم يؤتى إلا بالسويق يعني كأن القوم ليس معهم شيء ، وتعرفون أنه في غزوة خيبر لم يكن معهم شيء كثير من الأزواد حتى إنهم لما فتحوا خيبر جعلوا يأكلون البصل .
وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان ينبغي له أن يتمضمض بعد الأكل لا سيما الأكل الذي يكون فيه شيء من الدسم حتى لا يعلق بأسنانه شيء من ذلك.
وفيه أيضا إشارة إلى عناية الشرع والدين الإسلامي بالنظافة لا سيما نظافة الفم ، لأن الفم في الواقع هو الطاحونة التي تطحن الطعام ، ففي الفم طواحين تطحن، في الفم أيضا عيون تثري ما تأكله ، ولهذا تدخل الطعام يابسا فإذا مضغته مرتين أو ثلاثة فإذا بالعيون قد حملت عليه وأروته ، فإذا كان هذا المحل محل العجن ومحل المضغ والطحن إذا كان نظيفا كان هذا أدعى لنظافة الجسم ، وبالعكس إذا كان غير نظيف ، فينبغي للإنسان إذا أكل ولا سيما إذا أكل مما يبقى في الأسنان أو مما يكون له دسم أن يتمضمض اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام وتحصيلا لما فيه الخير لأسنانه .
وفيه أيضا اقتداء الصحابة بالنبي صلّى الله عليه وسلم لقولهم : ( ومضمضنا ).