تتمة الشرح حفظ
الشيخ : وقال : " ها هنا وثم سواء "، ها هنا للمكان القريب، ثم للمكان البعيد ، كما هو معروف في اسم الإشارة .
ثم ذكر حديث الجماعة الذين قدموا المدينة من عكل أو عرينة ( فاجتووا المدينة ) يعني لم يصحوا فيها فأصابهم المرض ( فأمرهم النبي صلّى الله عليه وسلم بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها ، فانطلقوا إلى إبل الصدقة وشربوا من الأبوال والألبان ) وكيف ذلك ؟ . هل يشربون اللبن وحده والبول وحده أو يخلط ؟ .
المعروف أنه يخلط ، وقد كان الناس يتداوون بذلك ، وأكثر من يتداوى به من يصاب بداء البطن، داء البطن أحيانا يكون فيه يعني ينتفخ ويمتلئ ماء في غير المعدة، وهذا بإذن الله من أسباب الشفاء إذا استعمل.
يقول : ( فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم واستاقوا النعم )، وفي رواية : ( أنهم سمروا أعين الراعي بمخايط الحديد ) وهذا جزاء النعمة :
جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر .. وحسن فعل كما يجزي سنمار.
أتعرفون قصة سننمار ؟ . سننمار بنى لملك من الملوك قصرا عظيما فخما لا يماثله شيء ، فلما انتهى من القصر ، قال هذا الرجل أخشى أن يذهب ويبني لغيري مثله أو أحسن منه ، فما هو الطريق ؟ .
قال الطريق اقتله ، اصعد به إلى فوق وألقيه من أعلى شرفات القصر وينتهي الموضوع ، ما يبني بعد ذلك لأحد، ففعل نسأل الله العافية .
والعوام يقولون جزاء ناقة الحج ذبحها، يعني ناقة الحج التي توصله للحج إذا رجع جزاؤها أن يذبحها، هؤلاء والعياذ بالله جزاء هذه النعمة التي أنعمها النبي صلّى الله عليه وسلم عليهم أنهم : ( قتلوا الراعي وسمروا عينيه واستاقوا الإبل ، وجاء الخبر في أول النهار فبعث النبي صلّى الله عليه وسلم في آثارهم ) وكأن ناحيتهم قريبة لأن الخبر جاء مبكرا والاتيان بهم أيضا يقول : ( لما ارتفع النهار جيء بهم ) .
( فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم ) وظاهر هذا اللفظ أنه قطع الأربعة ، وفي بعض سياقاته ( قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ) أي قطع اليمنى اليد واليسرى الرجل .
( وسمرت أعينهم ) يعني كحلت بالمسامير ، تحمى المسامير حتى تكون جمرا ثم تكحل بها العين والعياذ بالله، تنفقع ، لأنهم فعلوا ذلك براعي النبي صلّى الله عليه وسلم .
( وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون ) عقوبة صارمة ، ألقوا في حرة المدينة، وتعرفون أن الحرة حجارة سود حارة جدا ، ألقوا فيها فاشتد عليهم الحر والعطش ، وجعلوا يستسقون ولكن الناس لا يسقونهم حتى ماتوا .
وهذه عقوبة غليظة لأن الجزاء من جنس العمل، فعلتهم والعياذ بالله شنيعة ، فلذلك عوقبوا بهذه العقوبة ، قال بعض العلماء : إن هذه العقوبة نسخت بالحدود ، لأن الحدود أغلظ ما فيها حد قطاع الطريق ولا يفعل بقاطع الطريق كما فعل بهؤلاء ، قالوا فهذا تعزير حصل قبل أن تنزل الحدود فلما نزلت الحدود اكتفي بها، وقد ذكر الله عز وجل في كتابه : (( إن الذي يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا )) جزاؤهم ماذا ؟ (( أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض )) وليس فيه أنهم تقطع أيديهم وأرجلهم ، ثم يجعلون في مكان حار يستسقون فلا يسقون حتى يموتوا .
وقد يقال أنه إذا وجد مثل هذه المسألة بالعين قلنا أن نعاقب بهذه العقوبة سواء كان قبل الحدود أو بعدها.
قال أبو قلابة : " فهؤلاء سرقوا "، سرقوا ماذا ؟ سرقوا الإبل لأنهم استاقوها، " وقتلوا " الراعي .
" وكفروا بعد إيمانهم " وهذا ليس في الحديث ما يدل عليه ، لكن كأن حالهم أو قرينة حالهم تدل على أنهم ارتدوا والعياذ بالله وكفروا بعد إيمانهم .
والرابعة : " حاربوا الله ورسوله " لأنهم سعوا في الأرض فسادا ، والسعي في الأرض فسادا حرب لله ورسوله .
الشاهد من هذا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمرهم أن يشربوا من أبوال الإبل ، ولم يأمرهم بالتنزه منها فدل هذا على أن أبوالها طاهرة .
وأما الحديث الثاني فهو : ( كان النبي صلّى الله عليه وسلم يصلي قبل أن يبنى المسجد في مرابض الغنم ) فدل ذلك على أن أرواث الغنم وأبوالها طاهرة وإلا لم يصلي فيها .
وقوله : ( قبل أن يبنى المسجد ) أي مسجد هذا ؟.
مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام المسجد النبوي ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قدم المدينة وأول ما سعى أن بنى المسجد ، وكان فيه قبور المشركين نبشها وطهر المكان منها ثم بناه .
الطالب : ... يقول أنها رواية ثانية : ( وكفروا بعد إيمانهم ) .
الشيخ : رواية ؟
الطالب : ثابتة وليست موقوفة على أبي قلابة .
الشيخ : كيف يقول ؟
الطالب : في الشرح : " قوله : وكفروا . هو في رواية سعيد عن قتادة عن أنس في المغازي ، وكذا في رواية وهيب عن أيوب في الجهاد في أصل الحديث وليس موقوفا على أبي قلابة كما توهمه بعضهم ".
الشيخ : أحسنت .
ثم ذكر حديث الجماعة الذين قدموا المدينة من عكل أو عرينة ( فاجتووا المدينة ) يعني لم يصحوا فيها فأصابهم المرض ( فأمرهم النبي صلّى الله عليه وسلم بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها ، فانطلقوا إلى إبل الصدقة وشربوا من الأبوال والألبان ) وكيف ذلك ؟ . هل يشربون اللبن وحده والبول وحده أو يخلط ؟ .
المعروف أنه يخلط ، وقد كان الناس يتداوون بذلك ، وأكثر من يتداوى به من يصاب بداء البطن، داء البطن أحيانا يكون فيه يعني ينتفخ ويمتلئ ماء في غير المعدة، وهذا بإذن الله من أسباب الشفاء إذا استعمل.
يقول : ( فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم واستاقوا النعم )، وفي رواية : ( أنهم سمروا أعين الراعي بمخايط الحديد ) وهذا جزاء النعمة :
جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر .. وحسن فعل كما يجزي سنمار.
أتعرفون قصة سننمار ؟ . سننمار بنى لملك من الملوك قصرا عظيما فخما لا يماثله شيء ، فلما انتهى من القصر ، قال هذا الرجل أخشى أن يذهب ويبني لغيري مثله أو أحسن منه ، فما هو الطريق ؟ .
قال الطريق اقتله ، اصعد به إلى فوق وألقيه من أعلى شرفات القصر وينتهي الموضوع ، ما يبني بعد ذلك لأحد، ففعل نسأل الله العافية .
والعوام يقولون جزاء ناقة الحج ذبحها، يعني ناقة الحج التي توصله للحج إذا رجع جزاؤها أن يذبحها، هؤلاء والعياذ بالله جزاء هذه النعمة التي أنعمها النبي صلّى الله عليه وسلم عليهم أنهم : ( قتلوا الراعي وسمروا عينيه واستاقوا الإبل ، وجاء الخبر في أول النهار فبعث النبي صلّى الله عليه وسلم في آثارهم ) وكأن ناحيتهم قريبة لأن الخبر جاء مبكرا والاتيان بهم أيضا يقول : ( لما ارتفع النهار جيء بهم ) .
( فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم ) وظاهر هذا اللفظ أنه قطع الأربعة ، وفي بعض سياقاته ( قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ) أي قطع اليمنى اليد واليسرى الرجل .
( وسمرت أعينهم ) يعني كحلت بالمسامير ، تحمى المسامير حتى تكون جمرا ثم تكحل بها العين والعياذ بالله، تنفقع ، لأنهم فعلوا ذلك براعي النبي صلّى الله عليه وسلم .
( وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون ) عقوبة صارمة ، ألقوا في حرة المدينة، وتعرفون أن الحرة حجارة سود حارة جدا ، ألقوا فيها فاشتد عليهم الحر والعطش ، وجعلوا يستسقون ولكن الناس لا يسقونهم حتى ماتوا .
وهذه عقوبة غليظة لأن الجزاء من جنس العمل، فعلتهم والعياذ بالله شنيعة ، فلذلك عوقبوا بهذه العقوبة ، قال بعض العلماء : إن هذه العقوبة نسخت بالحدود ، لأن الحدود أغلظ ما فيها حد قطاع الطريق ولا يفعل بقاطع الطريق كما فعل بهؤلاء ، قالوا فهذا تعزير حصل قبل أن تنزل الحدود فلما نزلت الحدود اكتفي بها، وقد ذكر الله عز وجل في كتابه : (( إن الذي يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا )) جزاؤهم ماذا ؟ (( أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض )) وليس فيه أنهم تقطع أيديهم وأرجلهم ، ثم يجعلون في مكان حار يستسقون فلا يسقون حتى يموتوا .
وقد يقال أنه إذا وجد مثل هذه المسألة بالعين قلنا أن نعاقب بهذه العقوبة سواء كان قبل الحدود أو بعدها.
قال أبو قلابة : " فهؤلاء سرقوا "، سرقوا ماذا ؟ سرقوا الإبل لأنهم استاقوها، " وقتلوا " الراعي .
" وكفروا بعد إيمانهم " وهذا ليس في الحديث ما يدل عليه ، لكن كأن حالهم أو قرينة حالهم تدل على أنهم ارتدوا والعياذ بالله وكفروا بعد إيمانهم .
والرابعة : " حاربوا الله ورسوله " لأنهم سعوا في الأرض فسادا ، والسعي في الأرض فسادا حرب لله ورسوله .
الشاهد من هذا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمرهم أن يشربوا من أبوال الإبل ، ولم يأمرهم بالتنزه منها فدل هذا على أن أبوالها طاهرة .
وأما الحديث الثاني فهو : ( كان النبي صلّى الله عليه وسلم يصلي قبل أن يبنى المسجد في مرابض الغنم ) فدل ذلك على أن أرواث الغنم وأبوالها طاهرة وإلا لم يصلي فيها .
وقوله : ( قبل أن يبنى المسجد ) أي مسجد هذا ؟.
مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام المسجد النبوي ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قدم المدينة وأول ما سعى أن بنى المسجد ، وكان فيه قبور المشركين نبشها وطهر المكان منها ثم بناه .
الطالب : ... يقول أنها رواية ثانية : ( وكفروا بعد إيمانهم ) .
الشيخ : رواية ؟
الطالب : ثابتة وليست موقوفة على أبي قلابة .
الشيخ : كيف يقول ؟
الطالب : في الشرح : " قوله : وكفروا . هو في رواية سعيد عن قتادة عن أنس في المغازي ، وكذا في رواية وهيب عن أيوب في الجهاد في أصل الحديث وليس موقوفا على أبي قلابة كما توهمه بعضهم ".
الشيخ : أحسنت .