فوائد حفظ
الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد وأحكام :
منها أن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي في المسجد الحرام وفي الكعبة في أوقات الصلاة وغيرها لكن في المدينة قال : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) .
ومنها بيان عداوة قريش لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، هذه الفعلة البشعة لا يفعلها أحد ، وذلك لأن أأمن مكان في الأرض هو المسجد الحرام حتى عند قريش ، ثم أشد ما يكون من الجرأة أن يجترأ على عبد من عباد الله ساجد لله عز وجل تحت بيته ، ومع ذلك حملتهم الحمية حمية الجاهلية على أن يفعلوا هذا .
ومن فوائد هذا الحديث إطالة النبي صلّى الله عليه وسلم السجود لأنه أمكن هؤلاء أن يذهبوا إلى الجزور ويأتوا بسلاها ويضعوه على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو ساجد .
ومنها أن المتآمرين على الفعل كالمباشرين ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يدعو على من وضع عليه السلى فقط بل دعا على الجميع .
ويتفرع على هذه المسألة مسائل كثيرة وهو : أن الردء والمعين كالمباشر ، وهذا دلت عليه أصول كثيرة من الشريعة .
ومنها أن ابن مسعود رضي الله عنه عنده من الشفقة على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما تمنى أن يكون له منعة - أي قوة - حتى يدافع عن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا قال : " لو كان لي منعة " فـ : لو ، هنا للتمني كقول لوط : (( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ))، يعني تمنيت أن لي منعة - أي قوة - حتى أمنع هؤلاء من فعلتهم القبيحة .
ومنها تصديق قول الله تعالى : (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون )) فإن هؤلاء القوم لما أتو بهذه الفعلة التي يظنون أنهم أهانوا بها رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم جعلوا يضحكون حتى أن بعضهم يميل إلى بعض من شدة الضحك قاتلهم الله .
ومنها أن الرسول عليه الصلاة والسلام تأخر في السجود لما وضعوا عليه ذلك ، والله أعلم لماذا تأخر ؟ حتى جاءت ابنته فاطمة فأزالت عنه هذا السلى .
ومنها جواز جهر الإنسان بمن يدعو عليه لأن الرسول صلّى الله عليه وسلم جهر بالدعاء على هؤلاء ، وهل كان ذلك بعد أن فرغ من صلاته أو قبل ذلك ؟ .
إن كان بعد أن فرغ من صلاته فيستدل به على جواز الدعاء بعد صلاة النافلة ، لأن الرسول دعا بعد صلاة النافلة، وإن كان قبل ذلك فلا إشكال، وإذا كان الحديث محتملا رجعنا إلى النصوص المحكمة ، وهي أن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم أمر الناس إذا أرادوا أن يدعو أن يدعوا قبل السلام فقال في التشهد - لما ذكر التشهد -: ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) .
ولهذا نقول الدعاء بعد السلام على وجه راتب دائم كما يفعله كثير من الناس هنا في صلاة النافلة ، كلما صلى نافلة رفع يديه يدعو هذا من البدع ، لأن عمل رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم بين أيدينا وما كان يفعل ذلك، وإذا وجد سبب الحكم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فلم يفعله دل على أن السنة تركه ، ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام أرشدنا إلى مكان الدعاء وهو قبل السلام .
ثم إن النظر يقتضي ذلك أيضا ، لأن الإنسان ما دام يصلي فهو بين يدي الله عز وجل يناجي ربه ، فهل من الحكمة أنه بعد أن تفرغ من الصلاة وتنقطع المناجاة بينك وبين ربك أن تدعو، أو أن الحكمة أن تدعوا ما دامت المناجاة قائمة ؟ .
الثاني لا شك ، ولهذا نقول اعتياد هذا ليس من السنة ، لكن إن فعله الإنسان أحيانا على وجه نأمن من الاقتداء به فلا بأس ، يعني مثلا في بيته عندما سلم استدرك وأراد أن يدعو بشيء لم يدع به من قبل فلا بأس .
أما في المسجد فإذا كان الإنسان ممن يقتدى به فلا يفعل ولو لم يكن ذلك راتبة ، لأنه قد يراه أحد إلا في هذه المرة فيتخذ من هذا سنة إذا كان الإنسان ممن يقتدى به .
وفيه أيضا آية من آيات الله عز وجل ومن آيات الرسول صلّى الله عليه وسلم ، وهو أنه لما سمى هؤلاء القوم الذين فعلوا هذه الفعلة الشنيعة فلان وفلان وفلان قتلوا في يوم بدر ، وسحبوا في قليب بدر مع أنهم جاؤوا إلى بدر على أساس أنهم يريدون بذلك الانتصار على رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأن العرب تسمع بهزيمة محمّد وانتصار هؤلاء فلا يزالون ...
منها أن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي في المسجد الحرام وفي الكعبة في أوقات الصلاة وغيرها لكن في المدينة قال : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) .
ومنها بيان عداوة قريش لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، هذه الفعلة البشعة لا يفعلها أحد ، وذلك لأن أأمن مكان في الأرض هو المسجد الحرام حتى عند قريش ، ثم أشد ما يكون من الجرأة أن يجترأ على عبد من عباد الله ساجد لله عز وجل تحت بيته ، ومع ذلك حملتهم الحمية حمية الجاهلية على أن يفعلوا هذا .
ومن فوائد هذا الحديث إطالة النبي صلّى الله عليه وسلم السجود لأنه أمكن هؤلاء أن يذهبوا إلى الجزور ويأتوا بسلاها ويضعوه على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو ساجد .
ومنها أن المتآمرين على الفعل كالمباشرين ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يدعو على من وضع عليه السلى فقط بل دعا على الجميع .
ويتفرع على هذه المسألة مسائل كثيرة وهو : أن الردء والمعين كالمباشر ، وهذا دلت عليه أصول كثيرة من الشريعة .
ومنها أن ابن مسعود رضي الله عنه عنده من الشفقة على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما تمنى أن يكون له منعة - أي قوة - حتى يدافع عن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا قال : " لو كان لي منعة " فـ : لو ، هنا للتمني كقول لوط : (( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ))، يعني تمنيت أن لي منعة - أي قوة - حتى أمنع هؤلاء من فعلتهم القبيحة .
ومنها تصديق قول الله تعالى : (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون )) فإن هؤلاء القوم لما أتو بهذه الفعلة التي يظنون أنهم أهانوا بها رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم جعلوا يضحكون حتى أن بعضهم يميل إلى بعض من شدة الضحك قاتلهم الله .
ومنها أن الرسول عليه الصلاة والسلام تأخر في السجود لما وضعوا عليه ذلك ، والله أعلم لماذا تأخر ؟ حتى جاءت ابنته فاطمة فأزالت عنه هذا السلى .
ومنها جواز جهر الإنسان بمن يدعو عليه لأن الرسول صلّى الله عليه وسلم جهر بالدعاء على هؤلاء ، وهل كان ذلك بعد أن فرغ من صلاته أو قبل ذلك ؟ .
إن كان بعد أن فرغ من صلاته فيستدل به على جواز الدعاء بعد صلاة النافلة ، لأن الرسول دعا بعد صلاة النافلة، وإن كان قبل ذلك فلا إشكال، وإذا كان الحديث محتملا رجعنا إلى النصوص المحكمة ، وهي أن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم أمر الناس إذا أرادوا أن يدعو أن يدعوا قبل السلام فقال في التشهد - لما ذكر التشهد -: ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) .
ولهذا نقول الدعاء بعد السلام على وجه راتب دائم كما يفعله كثير من الناس هنا في صلاة النافلة ، كلما صلى نافلة رفع يديه يدعو هذا من البدع ، لأن عمل رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم بين أيدينا وما كان يفعل ذلك، وإذا وجد سبب الحكم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فلم يفعله دل على أن السنة تركه ، ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام أرشدنا إلى مكان الدعاء وهو قبل السلام .
ثم إن النظر يقتضي ذلك أيضا ، لأن الإنسان ما دام يصلي فهو بين يدي الله عز وجل يناجي ربه ، فهل من الحكمة أنه بعد أن تفرغ من الصلاة وتنقطع المناجاة بينك وبين ربك أن تدعو، أو أن الحكمة أن تدعوا ما دامت المناجاة قائمة ؟ .
الثاني لا شك ، ولهذا نقول اعتياد هذا ليس من السنة ، لكن إن فعله الإنسان أحيانا على وجه نأمن من الاقتداء به فلا بأس ، يعني مثلا في بيته عندما سلم استدرك وأراد أن يدعو بشيء لم يدع به من قبل فلا بأس .
أما في المسجد فإذا كان الإنسان ممن يقتدى به فلا يفعل ولو لم يكن ذلك راتبة ، لأنه قد يراه أحد إلا في هذه المرة فيتخذ من هذا سنة إذا كان الإنسان ممن يقتدى به .
وفيه أيضا آية من آيات الله عز وجل ومن آيات الرسول صلّى الله عليه وسلم ، وهو أنه لما سمى هؤلاء القوم الذين فعلوا هذه الفعلة الشنيعة فلان وفلان وفلان قتلوا في يوم بدر ، وسحبوا في قليب بدر مع أنهم جاؤوا إلى بدر على أساس أنهم يريدون بذلك الانتصار على رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأن العرب تسمع بهزيمة محمّد وانتصار هؤلاء فلا يزالون ...