قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ حفظ
القارئ : قال أبو عبد الله أي البخاري : " اختصره * أي المتن * نعيم * هو ابن حماد وأسامة بن زيد الليثي المدني ورواية نعيم هذه وصلها الطبري في الأوسط عن بكر بن سهل عنه بلفظ : ( أمرني جبريل أن أكبّر ) ورويناها في الغيلانيات من رواية أبي بكر الشافعي عن عمرو بن موسى عن نعيم بلفظ : ( أن أقدم الأكابر ) وقد رواه جماعة من أصحاب ابن المبارك عنه بغير اختصار أخرجه أحمد والإسماعيلي والبيهقي عنهم بلفظ رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يستن فأعطاه أكبر القوم ثم قال ( إن جبريل أمرني أن أكبر ) وهذا يقتضي أن تكون القضية وقعت في اليقظة، ويجمع بينه وبين رواية صخر أن ذلك لما وقع في اليقظة أخبرى صلّى الله عليه وسلم بما رآه في النوم تنبيها على أن أمره بذلك بوحي متقدم فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظ بعض ويشهد لرواية ابن المبارك ما رواه أبو داوود بإسناد حسن عن عائشة قالت : ( كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان فأوحي إليه أن أعط السواك الأكبر )، قال ابن بطال : فيه تقديم ذي السن في السواك ويلتحق به الطعام والشراب والمشي والكلام وقال المهلب : هذا لم يترتب القوم في الجلوس فإذا ترتبوا فالسنة حينئذ تقديم الأيمن وهو صحيح وسيأتي الحديث فيه في الأشربة، وفيه أن استعمال سواك الغير ليس بمكروه إلا أن المستحب أن يغسله ثم يستعمله، وفيه حديث عن عائشة في سنن أبي داوود قالت : ( كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يعطينا السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله ثم أدفعه إليه ) وهذا دال على عظيم أدبها وكبير فطنتها لأنه لم تغسله ابتداء حتى لا يفوتها الاستشفاء بريقه صلّى الله عليه وسلم ثم غسلته تأدبا وامتثالا ويحتمل أن يكون المراد بأمرها بغسله تطييبه وتليينه بالماء قبل أن يستعمله والله أعلم ".
الشيخ : هذا الاحتمال هو الظاهر أنه عليه الصلاة والسلام أعطاها إياه لتغسله ليتسوك به لا لتغسله لتتسوك هي به .