حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قال قلت لأنس أوكان يطيقه قال كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين وقال سعيد عن قتادة إن أنسًا حدثهم تسع نسوة حفظ
القارئ : حدثنا محمّد بن بشار قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك قال : ( كان النبي صلّى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قال : قلت لأنس : أو كان يطيقه؟ قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين ). وقال سعيد عن قتادة : ( أن أنسا حدثهم تسع نسوة ).
الشيخ : وهذا هو الصحيح لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يجتمع عنده إحدى عشرة امرأة في آن واحد، صحيح أنه تزوج إحدى عشرة لكن خديجة وزينب بنت خزيمة ماتتا قبل أن يموت ومات هو صلّى الله عليه وسلم عن تسع نسوة، وأما ( كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين ) الظاهر أن هذا لا يقولونه عن ظن وتخمين وإنما هو عن علم من السنة والحكمة أن الله أعطى رسوله صلّى الله عليه وسلم قوة ثلاثين لأنه حبب إليه النساء وإذا حببت إليه النساء ولم يكن له قدرة وقوة نهكت قواه وضعف فأعطاه الله عز وجل قوة ثلاثين، فإن قيل وما الحكمة في أن الله حبب إليه النساء؟ نقول لما في ذلك من المصالح العظيمة فإنه كلما تعددت زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام انتشر علمه بل انتشرت سنته ولا سيما السنة الباطنة التي لا تكون إلا في البيت، وكلما تعددت زوجاته كان له أصهار أكثر ومعلوم أن الأصهار كالأقارب في كون الإنسان يعتد بهم ويساعدونه ويعينونه وما أشبه ذلك فلهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام أعطي هذه القوة وأبيح له أن يتزوج من النساء ما شاء حتى نزل قوله تعالى : (( لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك )) ، الشاهد من هذا الحديث أنه يجوز للإنسان أن يجامع ويعيد الجماع بدون غسل ولا وضوء بدليل أن الرسول صلّى الله عليه وسلم كان يعيد ذلك حتى على نسائه فإن قال قائل هل يجوز مثل ذلك إذا كان عند الإنسان أكثر من واحدة أن يطوف عليهن في ساعة واحدة؟ الجواب نعم لا بأس إلا أن يمتنعن من ذلك ويقلن كل امرأة لها يومها لا تأتي المرأة الأخرى فحينئذ يلتزم بما يجب أما إذا سمحن له في ذلك فلا بأس أن يجامع كل واحدة منهن في يوم الأخرى.