فوائد حفظ
الشيخ : هذا فيه دليل على أن المغتسل من الجنابة إذا توضأ أولا فإنه لا يعيد وضوءه مرة ثانية وقد يقول قائل : هل في هذا دليل على أن مس الذكر لا ينقض الوضوء لأن الغالب أن الإنسان إذا اغتسل من الجنابة ولا سيما فيما سبق من العهود الماء قليل يعني لا يمكن أن الماء يجري على كل الجسم إلا بإمررار اليد معه فهل نقول أن هذا يدل على ذلك؟ قد يكون فيه دلالة لكن إذا لم يدل فهناك أدلة أخرى تدل على أن مس الذكر لا ينقض الوضوء اللهم إلا إذا مسه لشهوة، فإذا مسه لشهوة فإنه ينتقض وضوؤه لأن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم علل ذلك بكونه لما سأله طلق بن علي أو غيره عن الرجل يمس ذكره أعليه وضوء؟ قال : ( لا، إنما هو بضعة منك )، وفي حديث بسر أن الرسول أمر بالوضوء منه، فالجمع بينهما أن الأول لمسه لغير شهوة، والثاني لمسه لشهوة، وجمع بعضهم بوجه آخر فقال الأول نفى الوجوب لأن الرسول قال : ( عليه الوضوء ) ونفي الوجوب لا يستلزم نفي الاستحباب وعلى هذا يكون الوضوء من مس الذكر على وجه الاستحباب سواء كان لشهوة أو لغير شهوة، والشهوة لا أثر لها بدليل أن الرجل لو مس امرأته لشهوة لم ينتقض وضوؤه على القول الراجح وعلى هذا فيكون الوضوء من مس الذكر مستحبا وليس بواجب سواء مسه لشهوة أو لغير شهوة، ولكن الإنسان عليه أن يحتاط حتى يطمئن وتبرأ ذمته بيقين.