فوائد حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بالصفوف لقوله : (عدلت الصفوف )، وهذا يدل على أنهم يحرصون على تعديلها إما بأنفسهم أو بمن يوكل إليه ذلك ، وفيه أيضا أنه لا حرج بالفصل بين الإقامة والصلاة وهو كذلك أيضا فلو أقام للصلاة على أنه سوف يصلي ثم طرأت حاجة كوضوء أو غسل أو إنسان كلمه في شيء فإنه لا حرج ولا حاجة إلى إعادة الإقامة، وفيه جواز اغتسال الإنسان أو جواز إخبار الإنسان بأنه جنب وخروجه إلى الناس ورأسه يقطر من ماء الجنابة لأن هذا شيء لا يخص واحدا دون آخر، كل الناس يبتلى بهذا الشيء فلا حرج فيه ولا حياء منه، وفيه أيضا أي في هذا الحديث أن رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم يلحقه النسيان كما يلحق غيره وقد صرح هو بنفسه أنه بشر ينسى كما ننسى وإذا كان ينسى كما ننسى فهو أيضا يجهل كما نجهل لأن من لحق علمه النسيان سبق علمه الجهل ولا شك أن النبي صلّى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب إلا ما أطلعه الله عليه، وفي هذا دليل على أنه لا بد من غسل الرأس في الجنابة لقوله : ( ورأسه يقطر ) لأنه لو كان مسحا ما قطر.