الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على حسن أدب أم سليم رضي الله عنها لأنها لما أرادت أن تسأل عن أمر يستحيا منه قدمت مقدمة تستلزم أن تعذر فقالت : ( إن الله لا يستحيي من الحق )، وفي هذا أيضا إثبات الحياء لله عز وجل كما جاء في القرآن (( إن الله لا يستحيي من الحق )) (( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا )) وهذه أيضا أم سليم تقولها أمام النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ولا ينكر عليها ولكن إذا قال قائل الاستحياء هنا منفي؟ فالجواب أن نقول هو منفي عن الحق وضده الباطل يثبت به، وقد جاء مصرحا به إثباتا في قول النبي صلّى الله عليه وسلم : ( إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا )، ثم القاعدة عند أهل السنة والجماعة أن كل وصف أثبته الله لنفسه فهو ثابت ولا يحتاج إلى تأويل ثم نسأل هل الحياء من الأخلاق الفاضلة أو من الأخلاق المذمومة؟ لا فيه تفصيل إن منعك من الحق فهو مذموم وإن لم يمنعك فهو محمود لقول النبي صلّى الله عليه وسلم ( الحياء من الإيمان ) أو قال : ( شعبة من الإيمان ).