تتمة الكلام على حديث أم سليم حفظ
الشيخ : في الحديث السابق كنا نتكلم عن استحياء الله سبحانه وتعالى وقلنا أن استحياء الله ثابت بالقرآن وبالسنة وأنه لا يتضمن نقصا بل هو من كماله، من كماله عز وجل أن يستحي عن الأشياء التي لا تليق ومن كماله سبحانه وتعالى ألا يستحي من الحق، وتكلمنا أيضا عن حسن أدب أم سليم لأنها سألت النبي صلّى الله عليه وسلم سؤالا يخجل منه ولكنها قدمت تمهيدا لقولها : ( إن الله لا يستحيي من الحق )، وقد قالت عائشة رضي الله عنها : ( نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين )، ولهذا لا ينبغي أن يستحيي أبدا من العلم، بعض الناس يستحيي أن يسأل يقول أخشى أن يكون الأمر واضحا ثم يقولون ما أغفل هذا وما أبلد ذهنه، وما أشبه ذلك ثم يسكت ولا يدري لعل هذا الذي يظنه واضحا مشكل على كثير من الطلبة وهذا غلط، وبعض الناس بالعكس يسأل عن شيء يعلمه لكن يظهر أن غيره يشكل عليه ثم يسأل لأجل أن يبين للغير وهذا أحس حال من الأول وقد جاء جبريل إلى النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان وجعل يقول : صدقت، قال عمر فعجبنا له يسأله ويصدقه، وفي النهاية قال : ( هذا جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم )، إذن فلا تستحيي اسأل، بعض الناس يقول : أسأل أخاف يكون هذا السؤال مضحكا، نقول إذا كان مضحكا فأدخل السرور على إخوانك، خلهم يضحكون بعض الوقت ما في مانع، إذا كان هذا لا يؤثر عليهم في علمهم وفي أخلاقهم، وفيه أيضا في الحديث السابق أنه لا يكفي الظن بأنه يوجب الغسل لقوله : ( إذا هي رأت الماء ) ، فأما مجرد الظن فإنه لا يعمل به، وهذه مسألة قد تكون مما خرج عن الأصل، الأصل أن الظن يقوم مقام اليقين عند تعذره لكن هنا لا، في باب النجاسات عند الشك هل حصلت النجاسة أو لا؟ هل حصل حدث أو لا؟ لا تكتفي بالظن، حتى لو غلب على ظنك فلا تلتفت إليه لأن النبي صلّى الله عليه وسلم علق الأمر بإيش؟ باليقين ( حتى يسمع صوتا او يجد ريحا )، ( إذا هي رأت الماء ) أتدرون لماذا؟ لأنه لو أحيل هذا الحكم على غلبة الظن لصار الآن يعمل بغلبة الظن وغدا بالشك وبعد غد بالوهم والتبس على الإنسان أمر دينه فلهذا كان من حكمة الشرع أن مثل هذا لا يمكن أن يحكم إلا باليقين فقط.