الشرح حفظ
الشيخ : أما قول المؤلف باب عرق الجنب وأن المسلم لا ينجس فهذا صحيح، عرق الجنب طاهر وعرق من ليس عليه جنابة طاهر من باب أولى، إذن عرق المسلم طاهر سواء كان عليه جنابة أو لم يكن، قال وأن المسلم لا ينجس، نعم المسلم لا ينجس، مفهومه أن الكافر ينجس لكن أنتم تعلمون أن المفهوم يصدق بمسألة واحدة وذلك لأن قوله أن المسلم لا ينجس يعني لا ينجس نجاسة حسية ولا معنوية، الكافر ينجس نجاسة معنوية، (( إنما المشركون نجس )) ويكفي أو ويصدق المفهوم بصورة واحدة فإذا كان الكافر ينجس ولو من الجهة المعنوية كفى في إعمال المفهوم وفي ذلك نقول الكافر لا ينجس نجاسة حسية وينجس نجاسة معنوية والدليل على ذلك أن الله أباح نساء أهل الكتاب ومعلوم أن الرجل إذا جامع زوجته سوف يلامس منها ما يكون نجسا لو كانت نجسة وأجمع المسلمون فيما أعلم على استخدام أهل الكتاب بل وعلى استخدام المجوس وأبو لؤلؤة غلام للمغيرة بن شعبة يستخدمه وهذا يدل على أن المسلمين كلهم يرون أن بدن الكافر طاهر وإن قدر أن فيه خلافا فهو خلاف شاذ فبدن الكافر طاهر، فإذا قال قائل كيف يكون طاهرا والرسول صلّى الله عليه وسلم يقول : ( ان المسلم لا ينجس ) فالجواب لا ينجس نجاسة حسية ومعنوية مفهومه أن الكافر ينجس أي النجاستين نجاسة معنوية وبذلك لا يرد علينا إشكال وأهم شيء في هذه المسألة يا إخوان هو النجاسة المعنوية لان المؤمن ينجس نجاسة حسية لو أصابته النجاسة لوجب عليه أن يتطهر منها لكن النجاسة المعنوية لا يمكن، ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه انخنس حين لقي النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم في أحد طرق المدينة، انخنس يعني ذهب بخفية، ومنه قوله تعالى : (( من شر الوسواس الخناس ))، لأنه ينخنس يذهب بخفيه مختفيا وكأنه والله أعلم يؤثر عليه الذكر لأن المراد بالخناس من الشياطين التي تخنس من ذكر الله.