فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد أولا: كون الرسول عليه الصلاة والسلام صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا هذا موافقة لمن؟ لأهل الكتاب، حتى كان يسدل رأسه دون أن يفرقه موافقة لأهل الكتاب وتحببا إليهم.
ثم فيه حكمة أخرى وهو عدول الرسول عليه الصلاة والسلام عن ذلك إلى الثابت أخيرا، يدل دلالة واضحة على أنه عبد مأمور ورسول مرسل، وأنه لا يتبع هواه، ،إنما يتبع ما أنزل إليه ولو كان يتبع هواه لأحب أن يكون على وتيرة واحدة لئلا يقال إنه ايش؟ متناقض.
وفي قوله تعالى : (( قد نرى تقلب وجهك في السماء )) ولم يقل قد رأينا هذا مراعاة لحكاية الحال يعني كأنه الآن يرى مع أنه أمر سابق.
وفي هذه الآية دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يوجه إلى الكعبة، لأنها أول بيت وضع للناس.
وفيه دليل على أن المصلي إذا تبينت له القبلة في أثناء الصلاة وجب عليه الانحراف ولو كان انحرافا تاما، فإن هؤلاء انحرفوا انحرافا تاما جعلوا ظهورهم نحو بيت المقدس ووجوههم إلى الكعبة.
وفيه دليل على جواز العمل بخبر الواحد، لأن هؤلاء انحرفوا لم يقولوا والله ما يمكن أن ننحرف، لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان نقول إذا كان المخبر عدلا ثقة فإنه يقبل قوله بخلاف الشهادة في الأموال لأنها حقوق آدميين مبنية على الشح وعلى التثبت والتأكد.
وفيه أيضا أن من اجتهد ثم تبين له الخطأ في أثناء الصلاة وجب عليه ايش؟ ايش؟ أن ينحرف وأنه لا يضره ما حصل وأما من صلى بدون اجتهاد ثم جاءه رجل وقال القبلة أمامك القبلة عن يمينك أو وراءك فإنه يستأنف الصلاة من جديد، لأنه لم يجتهد ولم يتحر ولم يسأل. نعم.