طلب من الشيخ أن يدلي بنصيحة في الموضوع المتقدم لأئمة المساجد.؟ حفظ
السائل : طيّب شيخ في نفس المجال فما هي النصيحة لنا ابتداء و لإخواننا سواء كان إماما أو من إخواننا الغائبين حتى نستطيع أن نبلغهم إن كان في الأمر شيء ؟
الشيخ : هي النصيحة قدمت بارك الله فيك .
السائل : نعم .
الشيخ : أن تعلموا بالسنة وأن تدعوا إليها بالتي هي أحسن وهذا كله تقدم وهذه الخلاصة أما أنت تريد أن تؤذن تؤذّن كما يريد الناس هذا لا يجوز ، أما أنت تريد أن تصلي خلاف السنة التي تعلمها إرضاء للناس وأنت لا تدعو إلى السنة أنت تسايرهم عملا وسكوتا لا . لو كنت تدعو وتساير ما فيه مانع ، شايف ؟ فيه فرق ، تساير إيش قلنا لصاحينا إلى متى أنت تمشي بهذه المسايرة .
السائل : إلى ما شاء الله .
الشيخ : تدعو وتعلّم وتذكّر وتستمر في الدعوة لكن تساير مرّة هيك ومرّة هيك ما فيه مانع لكن كما كنت قرأت مرة في مجلة المنار للسّيد رشيد رضا رحمه الله كان قد افتتح مدرسة في القاهرة أظن كان سماها دار الإرشاد وتخرج منها طلبة المفروض هؤلاء الطلبة الذين تخرجوا سلفيون لأن السيد رشيد رضا رحمه الله كان عالما سلفيّ العقيدة وسلفي المنهج فقها وإن كان عنده شوية أخطاء لا ينجو منها إنسان المهمّ تخرّج بعض الطلبة وبعد ما تخرجوا كما تفعل الآن السعودية بتوزع الطلبة باسم دعاة إلى مختلف البلاد الإسلامية ، السعودية ما شاء الله عندها أموال كثيرة وعندها استعداد أن توزع الألوف المؤلفة من الطلبة أما هذه الدار دار السيد رشيد رضا كانت بأموال جماعة طيبين خيرين دعوته محدودة فأرسل بعض الطلبة المتخرّجين إلى السّودان للدّعوة ثمّ بعد مدّة شهور رجع هذا الطالب لزيارة المدرسة وزيارة مديرها السيد رشيد رضا رحمه الله و إذا به يراه على خلاف ما فارقه من الزي لابس جبة خضراء وعمامة ضخمة وزيه غريب جدا ، فسأله ما هذا هو طبعا خرج من المدرسة يلبس لباس عاديا قال له يا شيخ نحن ذهبنا إلى بلاد يعني أهلها ما يرضون إلا بأنه الداعية هناك والمعلم والشيخ لازم يتزي بزي العلماء عندهم ، قال له نحن بعثناك بشأن أنت تصير مثلهم ولا هم يصيروا مثلك هذا معنى ما قرأته رحمه الله ، الشاهد نحن نعلم يقينا أن الدعوة لا يمكن الدعوة إليها طفرة واحدة لا بد من التدرج فيها لكن هذا في التطبيق العملي لأن الشيء العملي يأثّر على الناس أكثر من الكلام لأن الكلام مع الأسف وهذا ما ينبغي أن يكون لا يبقى أثره في أكثر الناس فوت من هون يطلع من هون كما يقولون أما الشيء العملي فهو ناصب أمامهم دائما أبدا فيتذكّروا الذي جاء بهذا العمل فبيعاكسوه وبيعادوه من هنا جاءت السياسة الحكيمة التي ذكرها الرسول عليه الصلاة و السلام حينما فتح مكة وقضى على الشرك والكفر فيها وحطّم الأصنام الّتي كانت على سطحها ودخل وصلّى ركعتين في جوف الكعبة لما رأته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أرادت أن تفعل مثله وأن تدخل الكعبة وتصلي ركعتين فقال عليه السلام ( يا عائشة صلي في الحجر فإنه من الكعبة وإن قومك لما جدّدوا الكعبة قصرت بهم النّفقة فأخرجوا الحجر من الكعبة ولولا أنّ قومك حديثوا عهد بالشرك لهدمت الكعية ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام ) أي أدخَلَ الحجر ( ولجعلت لها بابين مع الأرض بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه ) ، لكن خشي عليه الصلاة والسلام أنه إذا هدم الكعبة يقول ما خلى لنا شيء حتى الكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام هدمها ، لكن أنتم ترون في الوقت الذي لم ينفّر بيّن أن الحكم الشرعي أن الحجر من الكعبة وينبغي أن يجدّد بنيان الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام ولكن يخشى أن تكون الفتنة فترك الكعبة كما هي .من هذا الحديث وأمثاله نحن نرى أن الداعية الحق يساير الناس عملا برهة من الزمن وأحيانا ولكن يجب أن يظل داعية إلى الحق كما ذكرنا أكثر من مرّة بالحكمة والموعظة الحسنة والله المستعان .