شرح الحديث حفظ
الشيخ : ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه ) . الإنسان إذا شبك بين أصابعه صار ذلك أقوى لا يستطيع أحد أن يفلته ، لكن لو قال هكذا بدون تشبيك نعم سهل افلاته ، فالتشبيك يقوي تقوي إحدى اليدين الأخرى ، وهكذا المؤمن للمؤمن ( كالبنيان يشد بعضه بعضاً )، فإذا رأيت المجتمع المسلم على هذا الوجه فهم مؤمنون ، وإن رأيتهم على خلاف ذلك فليسوا بمؤمنين، مسلمون وليسوا بمؤمنين لنقص إيمانهم مجتمعنا اليوم على هذا الوجه ؟
الطالب : ...
الشيخ : لماذا تتوقفون؟ لا ليس كذلك بل إن مجتمعنا اليوم مع الأسف يفكك بعضه بعضا ولا سيما بين طلبة العلم الذين صار كلام بعضهم في بعض هو أحلى ما يلتقون به وألذ ما يتكلمون به وصار فاكهة المجالس حتى أصبح طلبة العلم بعضهم مع بعض أشد من تسلط العوام عليهم ، وهذا لا شك في ضرره وأن الواجب أن تكون الأمة الإسلامية كما وصفها النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، ومن الشد لبعضهم بعضا أنه إذا حصل خطأ من أحدهم حاول أن يدرأ هذا الخطأ ، إما بالاعتذار عنه أو بيان أنه ليس بخطأ ولكن ظن الناس أنه خطأ أو ما أشبه ذلك ، أم أن يفرح بخطأ أخيه ثم يأخذ به يطير به في الآفاق فهذا من صفات المنافقين والعياذ بالله، هم الذين يفرحون بزلل المؤمنين وينشرونه بين الناس فإلى الله المشتكى ، وأما حديث أبي هريرة في قصة سلام النبي صلى الله عليه وسلم من ركعتين من إحدى صلاة العشي إما الظهر وإما العصر ففيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لما سلم من ركعتين ) وهو يعتقد أنها أربعة صار في نفسه انقباض انقبض نفسه لم ينشرح صدره كالعادة، لأنه قد بقي عليه شيء من العبادة ( فقام الى الخشبة التي في قبلة المسجد واتكأ عليها وشبك بين أصابعه ) هكذا ( ثم وضع خده ) خده ايش؟ ( خده الأيمن على ظهر كفه الأيسر ) ، ومثل هذا منظر مرعب مزعج أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء صلاته التي هي قرة عينه على هذا الوضع ، لكن هذه من نعمة الله على العبد إذا أخل بشيء من العبادة ولو نسياناً أو جهلا حصل من نفسه انقباض لأن نفسه اعتادت أن تأتي بالعبادة كاملة ، هذا الانقباض سوف يفكر لماذا؟ حتى يتبين له الخطأ ، أما النبي عليه الصلاة والسلام فتبين له الخطأ من أصحابه رضي الله عنه ، ( خرجت السرعان من أبواب المسجد ) بأنه قصرت الصلاة لأنه ما كان يخطر ببالهم أن الرسول ينسى ، ( قالوا قصرت ، في القوم أبا بكر وعمر ) وهما أخص الناس به لكن ( هابا أن يكلماه ) لأن المقام مقام عظيم وحال النبي عليه الصلاة والسلام على هذا تهيب لكن ( في القوم رجلٌ في يديه طول ) وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يداعبه فاجترأ و( قال يا رسول الله : أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال لم انسَ ولم تقصر )، هنا ثلاث احتمالات عقلية : نسي ، قصرت الصلاة ، سلم عمداً قبل إتمامها ، والثاني وإن كان جائزا عقلاً لكنه ممتنع باعتبار حال النبي عليه الصلاة السلام لا يمكن أن يسلم عامدا قبل تمام الصلاة فلما قال ( لم أنس ولم تقصر ) لم يقل الصحابي إذا تعمدت يعني هذا شيء مستحيل ، ( قال بلى قد نسيت بلى قد نسيت )، فلماذا أثبت النسيان مع أن النفي وقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في النفي والقصر ، لأن القصر حكم شرعي لا يمكن الخطأ فيه فلما انتفى تعين ايش؟ تعين النسيان ولهذا ( قال بلى قد نسيت ) وحذفت من هذه الرواية لكنها ثابتة ، ( فقال : أكما يقول ذو اليدين ؟ فقالوا : نعم ) ، وفي بعض الألفاظ ( فأومأوا أن نعم ) ولا منافاة ، إذ يحتمل أن بعضهم أومأ وبعضهم قال ويحتمل انهم جمعوا بين القول والإشارة ، يقول ( فتقدم فصلى ما ترك ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجودها أو أطول ثم رفع رأسه فكبر ثم كبر فسجد مثل سجودها او أطول ثم رفع رأسه وكبّر فربما سألوه ثم سلم فيقول نبئت أن عمران بن حصين قال ثم سلم ) ، إذن سجد بعد السلام ووجه ذلك أن هذا السجود كان عن زيادة أو عن نقص؟ ما هي الزيادة ، التسليم في أثناء الصلاة هذه زيادة ولذلك سجد بعد السلام