فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يبادر بصلاة الصبح ، لأنه يقرأ ما بين الستين والمئة ، ويذهب يصلي وأحدنا يعرف جليسه ، وفي ذلك الوقت ليس هناك مصابيح ، فلا يعرفه إلا بعد ارتفاع النهار أي ارتفاع الصبح .
لكن لو قال قائل : ألا يدل هذا على تأخير صلاة الفجر ؟ .
قلنا : ربما ، لكن قوله : ( أحدنا يعرف جليسه ) هو يريد أن هذا غاية ما تنتهي إليه الصلاة ، ومعرفة الجليس وقد قرأ ما بين الستين إلى المئة تدل على أنه يبادر .
وأيضاً في هذا الحديث أنه : ( يصلي الظهر إذا زالت الشمس )، فما هو علامة زوالها ؟ .
نقول علامة زوالها بالساعات أن تنصف ما بين طلوعها وغروبها ، فالنصف هو الزوال ، فمثلا إذا قدرنا أنها تخرج في التوقيت العربي الساعة الثانية عشر وتغرب الساعة الثانية عشر متى يكون وقت الزوال ؟ .
السادسة ، وهلم جرا ، وإنما قلنا بذلك لأن زوالها هو انتصافها في السماء ، وقطعها ما قبل الزوال وما بعد الزوال على حد سواء .
أما بالنسبة للظل فإن علامة زوالها أن يبدأ بالزيادة ، يبدأ بالزيادة ، وذلك أن الشمس إذا طلعت ظهر للشاخص ظل ، وكلما ارتفعت نقص الظل ، فإذا بدأ في الزيادة أدنى زيادة فهذا هو الزوال ، فإذا زالت الشمس وجبت الظهر .
العصر بين في هذا الحديث أنه كان يبادر بها ( فيرجع الراجع إلى رحلة أي إلى أهله في أقصى المدينة والشمس حية )، وهذا قطعاً إنما يكون في أيام الصيف مع طول وقت العصر ، ثم إن المدينة في ذلك الوقت ليست كالمدينة اليوم في هذه المسافات الطويلة ، بل هي يعني قليلة المباني وليست متباعدة .
وفي هذا الحديث أيضاً أن الأفضل تأخير صلاة العشاء إلى متى ؟ .
إلى ثلث الليل ، ولا تخرج عن نصف الليل ، ولكن إذا كان الأرفق بالناس أن يقدمها قدمها ، لحديث جابر رضي الله عنه قال : ( العشاء أحيانا وأحيانا إذا رآهم اجتمعوا عجل ، وإذا رآهم أبطأوا أخرها ).