تكلم على عزة المسلمين وذلّتهم .؟ حفظ
الشيخ : ... كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فيما أخرجه الشيخان في صحيحيهما أن رجلا قال يا رسول الله الرجل منا يقاتل شجاعة هل هو في سبيل الله ؟ قال ( لا ) قال الرجل منّا يقاتل حميّة هل هو في سبيل الله ؟ قال ( لا ) و هكذا تواردت الأسئلة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من مثل ما سمعتم وفي كل مرّة يقول عليه الصّلاة والسّلام لا لا قالوا فمن في سبيل الله ؟ قال عليه الصلاة والسلام ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) ، وأنتم تعلمون جميعا مع الأسف الشديد أنه ليس هناك راية مرفوعة للجهاد في سبيل الله عز وجل ولو أن هذه الراية كانت مرفوعة ما كانت اليهود ودولة اليهود ما كانت لتسيطر على فلسطين ولكن لفقدان الجهاد في سبيل الله عز وجل حق علينا قول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، فالآن حينما نسمع أصواتا من هذه الدولة أو تلك برفع راية الجاهد في سبيل الله هل جد في المسلمين ما يصدق عليهم قوله عليه السلام في الحديث الأخير ( سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) هل رجعنا إلى ديننا ؟ الجواب عند كل واحد منا مع الأسف لا ما جد شيء ، حتى نتفائل ونقول العز أمامنا لأن الله عز وجل ضرب الذل علينا بسبب مخالفتنا لشريعة ربنا إنه ضرب عليه الصلاة والسلام بعض الأمثلة في هذا الحديث الصّحيح من المخالفات الشرعية و هي لا تزال قائمة ضاربة أطنابها بين المسلمين ومع هذه المصائب التي وقعت فلا نجد رجوعا من المسلمين إلى رب العالمين حتى يعزّهم ويعيد إليهم مجدهم الغابر ( إذا تبايعتم بالعينة ) العينة ولا أريد تفصيل القول نوع من أنواع البيوع المحرّمة الربوية وهذا قد تختلف فيه أنظار بعض العلماء ولكن أكل الربا المكشوف اليوم هذا أمر لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان فهل تاب المسلمون من هذه المعصية الكبيرة ؟ إذا كان الرسول عليه السلام يقول ( إذا تبايعتم بالعينة ) أليس هذ من باب أولى أن يقول إذا أكلتم الربا وقد قال في الحديث الصحيح ( لعن الله آكل الرّبا و موكله و كاتبه وشاهديه ) فمن باب أولى أن يكون من أسباب ضرب الذل على المسلمين بتسليط اليهود عليهم وعدم استطاعة دولة من هذه الدول التي تريد أو يريد أن يقاتل بعضهم بعضا أليس هذا بسبب ارتكابنا لكثير من الموبقات والمعاصي هي أخطر من بيع العينة لا شك ولا ريب في ذلك أقول إن الرسول عليه السلام حين ضرب مثلا سهلا فمن باب أولى يعني أن المصيبة تحل في المسلمين إذا ارتكبوا من المعاصي ما هي أكبر من بيع العينة فتابع الرسول عليه السلام قوله ( وأخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع ) وكل من العبارتين كناية عن انكباب المسلمين على الدنيا ونسيانهم الآخرة وارتكابهم كل سبيل للوصول إلى حطام الدنيا لا يسألون أن هذا السبيل حرام أم حلال فيقول الرسول عليه السلام إذا فعلتم هذه المعاصي ( و تركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، الجهاد مع الأسف قد ترك منذ عشرات السنين فلماذا الآن نؤخذ نحن بكلمات تعلن في بعض الجرائد والإذاعات أنه رفعت راية الجهاد وين يا جماعة راية الجهاد راية الجهاد تستلزم توبة المجاهدين إلى الله عز وجل عن هذه المعاصي فضلا عن الكبائر وأن يمضي عليهم زمن طويل يربّون على طاعة الله و اتّباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك يمكن أن تتهيّأ النفوس حقا للجهاد في سبيل الله عز وجل فمن العجب العجاب مما يؤكّد لنا قوله عليه السلام السابق ( عقولهم هباء ) ، نجد ناسا لا يقومون بواجباتهم الذاتية في نفوسهم في أهليهم مع ذلك يريدون أن يجاهدون هم مع العراق مع السعودية مع الكويت ... .