باب : بدء الأذان . وقوله عز وجل : (( وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنهم قوم لا يعقلون )) وقوله : (( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة )) . حفظ
القارئ : باب بدء الأذان ، وقوله عز وجل : (( وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوًا ولعبًا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون )) وقوله : (( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ))
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
في هاتين الآيتين الإشارة إلى الأذان في قوله : (( وإذا ناديتم إلى الصلاة )) ، وقوله (( اتخذوها هزوا ولعبا )) أي صاروا يسخرون من الأذان ومن دعوة الناس إلى الصلاة بهذه الأذكار وهؤلاء هم المنافقون واليهود وكذلك النصارى يسخرون من المسلمين إذا نادوا إلى الصلاة (( ذلك بأنهم قوم لا يعقلون )) أي ليسوا ذوي عقل والمراد بالعقل هنا عقل الرشد لا عقل الإدراك ، لأن العقل ينقسم إلى قسمين : عقل إدراك وهو مناط التكليف الذي تسمعونه في شروط العبادات يشترط أن يكون بالغا عاقلا ، والثاني عقل الرشد وهو إحسان التصرف أو حسن التصرف ، وهذا هو الذي عليه المدح والثناء إذا وفق الإنسان له وهنا (( بأنهم قوم لا يعقلون )) أي عقل ؟
الطالب : رشد
الشيخ : هاه ، عقل رشد ولو كان عقل إدراك ما كلفوا لكنه عقل رشد وقوله : (( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )) ، إذا نودي إلى الصلاة من يوم الجمعة والنداء هنا هو النداء الذي يكون عند حضور الخطيب لأنه النداء المعروف في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يأت النداء الأول في الجمعة إلا حين كان الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه لما اتسعت المدينة ، اتخذ مؤذنين من أجل أن يأتي الناس البعيدون ، فسن هذا الأذان وهو سنة ، سنة بإرشاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) ، ولا قد تحذلق من ادّعى أنه محدث سلفي وقال هذا بدعة ، يقول هكذا ، هذا بدعة فضلّل الخليفة الراشد والأمة من بعده ، وهذا هو الذي أصاب بعض طلبة العلم في وقتنا هذا الإعجاب بالنفس والتغطرس ورؤية الآخرين صغارا وما أشبه ذلك فيقال له أنت المبتدع ، أنت الضال عثمان بن عفان خليفة راشد أمرنا باتباعه ، فيأتي ويتحذلق ويقول لماذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أفي جهل هو أم كتم شرع الله ؟ نقول ليس في جهل وحاشاه من ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام أعلم الخلق بشريعة الله ، ولا يكتم ما شرعه الله ، لكن عثمان رضي الله عنه شرع أو سن هذا الأذان لسبب وهو اتساع المدينة وهذا السبب لم يكن معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فإن قال هذا المتحذلق كيف يشرع عبادة ؟ قلنا شرع عبادة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شرع الأذان لما دون ذلك ، فإن بلالا يؤذن بليل في رمضان ليوقظ النائم ويرجع القائم وهذا ليس وقت صلاة ومع ذلك شرع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم له أن يؤذن فأذن ، والحاصل أن قوله تعالى : (( إذا نودي للصلاة )) المراد به إيش ؟ ، النداء الثاني ، أما النداء الأول فليس معروفا حين نزول القرآن وإنما سنه الخليفة الراشد الذي أمرنا باتباعه ، وفي قوله : (( من يوم الجمعة )) دليل على أن الأذان في غير يوم الجمعة لا يجب السعي إليه إلى الصلاة التي نودي لها ، لأن الله خص ذلك بيوم الجمعة ، ووجه أن نداء يوم الجمعة يتلوه الخطبة التي هي من ذكر الله ، لقوله : (( فاسعوا إلى ذكر الله )) ثم قال : (( فإذا قضيت الصلاة )) ففرّق بين الخطبة سماها ذكر وبين الصلاة سماها صلاة ، فأما غير الجمعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الحكم منوطا بالإقامة ، فقال ( إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ) ، لكن الأذان ينبه الإنسان أن يتأهب ويستعد للصلاة ، نعم
القارئ : حدثنا عمران بن ميسر
الشيخ : في سؤال ، في أسئلة