فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث وهو حديث مالك بن الحويرث دليل على وجوب الأذان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ) وفيه دليل على أن الأذان فرض كفاية ، وفيه دليل على أن الأولى بالإمامة الأكبر ، ولا يعارض هذا الحديث ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، لأن هؤلاء كلهم كانوا وفدا ، وكانوا متقاربين في العلم والقراءة فأمر أن يؤمهم أكبرهم وحينئذ لا تعارض بين الحديثين ، وفيه جواز الكناية عن النفس بالغير فإن الظاهر أن قول مالك بن حويرث أتى رجلان النبي صلى الله عليه وسلم يريدان السفر الظاهر أنه يعني نفسه ويحتمل أنه لا يريد نفسه وأنه في حال وجوده عند النبي عليه الصلاة والسلام لمدة عشرين ليلة جاءه رجلان فأوصاهما بذلك ، وفيه دليل على أن فعل فرض الكفاية يكون للجميع ، يخاطب به الجميع لقوله فأذنا ثم أقيما ، ومن المعلوم أنه ليس من السنة أن يؤذن كل واحد بل المؤذن واحد لكن لما كان فرض كفاية مخاطبا به الجميع ويكفي واحد قال أذنا ثم أقيما وقد قال الله تبارك وتعالى لآدم عليه الصلاة والسلام (( اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )) ، وظاهر هذا أن الخطاب لآدم وحده ومع ذلك قال : (( فنادهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين )) لكن لما خاطب آدم فإن آدم أبلغ زوجه حواء فكان ذلك نهيا لهما جميعا ، وفي هذا الحديث ما سبق من الفوائد حديث مالك بن الحويرث وقد تقدم الكلام عليه . نعم .