فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد منها مراعاة تعديل الصفوف لقوله : حتى إذا أقيمت الصلاة خرج وقد أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف وأن تعديل الصفوف أمر مهم عنده ، وهو كذلك حتى كان الرسول عليه الصلاة والسلام أحيانا يمر بالصف من أوله إلى أخره يمسح مناكبهم وصدورهم ويقول ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) ، ولما كثر الناس في عهد عمر وعثمان رضي الله عنهما جعلا رجالا يقومون بتسوية الصفوف فإذا جاؤوا قالوا عدلت الصفوف كبروا للصلاة وهذا يدل على أهمية ذلك خلافا لما يفعله بعض الناس اليوم من الأئمة حيث لا يهتمون بهذا إطلاقا فبعضهم لا يلتفت أصلا وبعضهم يلتفت ويقول استووا اعتدلوا على أنك ليش تختم دائما ولو كانوا أعدل ما يكون حتى حكى لي بعضهم أن رجلا أم رجلا واحدا فالتفت فقال استووا اعتدلوا ، أنت ما عندك أحد كيف يستووا يعتدلوا ما في إلا واحد ، لكن لأنها يرون هذي سنة مطلقة ، وفي هذا الحديث أيضا دليل على ، نعم ، فيه دليل على أنه لا يبطل الإقامة الفصل بينها وبين الصلاة يعني معناها لو كان هناك فاصل طويل بين الإقامة والصلاة فإنها لا تعاد ما دام أقيمت الصلاة للصلاة فإنه وإن طال الفصل فلا بأس به ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج إلى منزله واغتسل ورجع وتعرفون أن الاغتسال في ذلك الوقت ليس كاغتسال الآن ، نحن الآن ليس علينا إلا أن نفتح الصنبور ثم يصب علينا ونطلع بخمس دقائق لكن هناك يهيأ الماء والماء في إناء ويحتاج إلى اغتراف فسيكون أطول زمنا فالفصل بين الإقامة والصلاة ولو طال لا يضر يعني لا تعاد الإقامة مرة ثانية ، وفيه دليل على جواز النسيان على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنه نسي أن يغتسل فعاد إلى منزله واغتسل وفيه دليل على تحريم الدخول في الصلاة بعد العلم بأنك على حدث يعني يحرم عليك أن تدخل الصلاة بعد العلم بأنك على حدث ، وكما يحرم الدخول يحرم الاستمرار أيضا فلو تذكر الإنسان وهو يصلي أنه على حدث وجب عليه أن ينصرف من صلاته ولكن ماذا يفعل إذا انصرف في أثناء الصلاة ؟ يقول لبعض المأمومين الذين وراءه يا فلان أتم بهم الصلاة وهذا أحسن أو ينصرف ويقول ليتم كل واحد لنفسه وهذا لا بأس به لا سيما إذا كان قد أتى بركعة لأنه إذا أتى بركعة فقد أدركوا صلاة الجماعة ولا يحل له أن يستمر في صلاته لأن بعض الناس نسأل الله العافية يأخذه الحياء من الناس فيستمر دون أن يستحي من الله ، ولكن كيف يتحيل على أن ينصرف بدون أن يتكلم الناس فيه ؟ يضع يده على أنفه عند الانصراف ، هكذا ، يريهم أنه الطالب : رعف
الشيخ : رعف أو أرعف كلاهما صحيح ومعلوم أن الإنسان إذا أرعف وخرج من الصلاة فإن الناس لا يتحدثون به ولا يلومونه لأن هذا شيء بغير اختياره ، وهذه بناء الحيل الجائزة ، هذه من الحيل الجائزة والتورية الجائزة ، وفي الحديث أيضا دليل على أنه لا حرج على الإنسان أن يخرج إلى الناس ورأسه ينطف ماء من الغسل ، لأنه لا حياء في الدين كل الناس يكون عليهم جنابة وكل الناس يغتسلون من الجنابة فليس في هذا حياء ، خلافا لبعض الناس الذين يستنكفون من هذا ويرون أنه خلاف المروءة أي يخرج إلى الناس ورأسه ينطف ماء من غسل الجنابة فنقول فعله من هو أحيا من العذراء في خدرها وهو الرسول عليه الصلاة والسلام ومن هو أكمل الناس إيمانا والحياء من الإيمان وهذا لا يضر ، ولهذا لما ضحك الصحابة رضي الله عنهم من رجل ضرط عندهم ضحكوا ، قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( علام يضحك أحدكم مما يفعل ) هذا شيء معتاد لكنه عندنا الآن من حيث المروءة قبيح فهل يقال إن لكل مقام مقالا خصوصا في مسألة الضرطة ولا مسألة الغسل ما هي مشكلة ، لكن مسألة الضرطة يعني لو أن أحدا من الناس ضرط في مجلس عام ولا سيما إذا كان المجلس فيه شرفاء القوم ووجهاؤهم يرون هذا منافيا للمروءة تماما ولا يرون أن هذا مما يفعله الأوفياء والشرفاء ، فالظاهر لي أنه في مثل هذه الحال أنه إذا اعتاد الناس هذا فلا يلامون ولا يقال هذا غلط لكن إذا لم يعتادوه ورأوا أنه مخالف للمروءة فلا يفعله الإنسان ، أنا أعتقد لو أن الإنسان في المجلس وضرط ضرطة كبيرة وقلنا ليش قال هذا كل الناس يفعلونه وهذا حصل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وقال علام يضحك أحدكم مما يفعل عده الناس قال هذا مجنون هذا ، فالحاصل أننا نقول أن مثل هذه الأمور قد تكون خاضعة لأحوال الناس ، الآن العمامة والإزار والرداء أليس هذا هو الملبوس غالبا في عهد الرسول
الطلاب : بلى
الشيخ : لكن الآن لو يلبسه أحد من الناس والناس لم يعتادوه لرأوا هذا خبلا فيمكن أن يحمل مسألة الضرطة على هذا ، طيب هذا الحديث يدل على أن الرسول لم يكبر لكن قد ورد في بعض الروايات في غير الصحيح أنه كبر ثم انصرف بعد التكبير فيؤخذ منه ما أشرنا إليه قبل قليل أنه إذا ذكر الإنسان أنه محدث في أثناء الصلاة أيش ؟
الطالب : يحرم عليه
الشيخ : وجب عليه أن ينصرف ويحرم عليه الاستمرار .