ثم قال الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله وقال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه حفظ
الشيخ : الجملة الثانية ثم قال : ( الشهداء خمسة ) الظاهر أن الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام ويحتمل أنه أبو هريرة يعني ثم حدث بهذا الحديث أيضا الشهداء خمسة : المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله وأعظمهم أجرا الشهيد في سبيل الله الشهيد في سبيل الله شهيد في أحكام الدنيا وأحكام الآخرة فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ، وأما الأربعة المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم فإنهم شهداء في أحكام الآخرة فقط أما في الدنيا فإنهم يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم ، فمن هو المطعون ؟ المطعون هو الذي مات بالطاعون والطاعون مرض وبيئ فتاك والعياذ بالله ، والمبطون هو الذي مات بألم في بطنه قال بعض المتأخرين ولعله يشير إلى الزائدة فإن الزائدة تقضي على الإنسان بسرعة كالطاعون أما الوجع العادي للمبطون الذي يوجعه البطن ثم يبرأ ثم يعود ويبرأ فهذا كالأمراض المعتادة فيكون المراد بقوله المبطون يعني الذي مات بداء البطن السريع القتل ، الغريق الذي مات بالغرق ، صاحب الهدم الذي مات بالهدم يعني انهدم عليه جدار أو انهدم عليه تراب وهو يحفر بئرا مثلا أو ما أشبه ذلك ، أما الشهيد في سبيل الله فهو الذي قالتل لتكون كلمة الله هي العليا ثم قتل وهذا خيرهم وهذا هو الذي قال الله تعالى فيه : (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله )) إلى آخره ، أما الجملة الثالثة فقال ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه ) النداء يريد به الأذان والصف الأول معروف يعني لو لم يصِل الإنسان إليه إلا بالقرعة لقارع غيره وهذا يدل على الحث على المسابقة إلى ذلك وهو عكس ما يفعله بعض الناس اليوم إذا نزل قوم منزلا في البر وحان وقت الأذان كل واحد يقول للثاني أذن أذن ، سبحان الله الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : لو يعلم الإنسان ما في النداء لقارع عليه ولكن هذا من الحرمان ولهذا ينبغي للإنسان أن يبادر متى دخل الوقت فليؤذن إلا أن يكون هناك مؤذن راتب من قبل أمير القوم فإنه لا يؤذن مع وجوده ، وهل الفضل للصف الثاني على الثالث كالأول على الثاني ؟ الظاهر لا وأن هذا خاص بالصف الأول لكن مع ذلك تكميل الثاني قبل الأول هذا هو السنة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ) قالوا وكيف تصف يا رسول الله ؟ قال : ( يتراصون ويكملون الأول فالأول )