فوائد حفظ
الشيخ : ومن فوائد هذا الحديث نعم أن المراد بالظل هنا قبل أن نتجاوزها هل المراد أن الله نفسه يكون ظلا عليه ؟ لا أبدا ولا يجوز هذا إطلاقا ، ونحن نشهد أن الرسول ما أراد هذا المراد أنه في يوم القيامة ليس عندك بناء ولا خيمة ولا جبل ولا كهف يضعها الله عز وجل قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، حتى الإنسان ليس معه ثوب وليس معه شيء يستظل به إلا ظلا يخلقه الله عز وجل يظلل عليه وهذا كقوله ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ) وحدثني إحدى نساؤنا في زمان سابق أن رجلا كان بخيلا وكان ينهى أهله عن الصدقة وفي يوم من الأيام رأى في المنام أن القيامة قد قامت وأن الناس في غم وكرب وشمس حارقة يقول فرأى كساء ظلل عليه وفيه ثلاثة خروق تبدو منها الشمس ثم جاءت تمرات فسدت هذه الحروق ثلات تمرات وجاء إلى أهله وحدثهم بالحديث وقال يعني منزعج من هذا الحديث قالت نعم إنها أتته مسكينة ليس عليها ثوب فأعطتها ثوبا من البيت وليس معها طعام فأعطيتها ثلاث حبات من تمر سبحان الله فأرخى لها العنان الرجل وقال تصدقي بما شئتِ سبحان الله توفيق وهذا يؤيد الحديث ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ) ورد في بعض ألفاظ الحديث ( في ظل عرشه ) وهذا أيضا فيه نظر يحتاج إلى تثبت في صحة نقله لأن العرش المعروف أنه فوق المخلوقات كلها والشمس تدنو من الناس يوم القيامة بمقدار ميل فهل يعني ذلك أن العرش ينزل حتى يكون بين الشمس وبين الناس والمسافة مقدار ميل والعرش كما جاء في الحديث أن السماوات والأراضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض الله أكبر حلقة الدرع تلقيها في فلاة من الأرض ما نسبة هذه الحلقة في الفلاة ؟ لا شيء وأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة لا إله إلا الله ما أعظم الله عز وجل فهذا العرش هل يمكن أن ينزل حتى يكون بين الشمس وبين الخلائق التي ليس بينها وبين الخلائق إلا مقدار الميل ؟ لا يمكن لو قال قائل لعل شيئا من العرش أو جزءا من العرش يأمره الله تعالى فيهبط ويكون كذلك قلنا هذا إذا ثبت الحديث هذا ممكن عقلا إذا ثبت الحديث ( في ظل عرشه ) من فوائد هذا الحديث فضل نشأ الإنسان على طاعة الله وأن النشوء على الطاعة له أثر عظيم لأن الطاعة تكون عند الإنسان كأنها غريزة لا يحيد عنها وعلى العكس من ذلك إذا نشئ على المعصية فإن المعصية تبقى وكأنها غريزة والعياذ بالله فيقل أن يستعتب من نشأ في المعصية يقل لكنه ليس بممتنع لكن من نشأ في المعصية فإنه يقل أن يستعتب ويؤخذ من هذا فائدة تتفرع على هذه الفائدة أنه لا ينبغي أن نعود أبنائنا الشيء المحرم وإن كان في حقهم ليس محرما لأنه مرفوع عنهم القلم لكن نحن لا نعلمهم ، فمثلا هؤلاء المربون الذين يدعون أن الموسيقى من أكبر الأسباب لتربية الطفل وإرهاف حسه ماذا نقول لهم ؟ نقول كذبتم هذا مما يؤدي إلى أن يألف الإنسان هذه العزفة حتى تكون عنده سائغة إذا كبر عليها وكذلك أيضا لا ينبغي أن يعود البنات الصغار اللباس الذي يكون إلى الركبة أو ربما إلى نصف الفخذ لأن هذا ينزع منهن الحياء ويألفن هذا النوع من اللباس إذا كبرن وإن كن في وقت الصغر لا حرج أن يبدو الساق أو شيء من الفخذ لكن تعويد الطفلة هذه اللبسة يؤدي إلى أن تألفها وأن ينزع الحياء منها ، ومن فوائد هذا الحديث أن طاعة الشاب أفضل من طاعة الشيخ منين يؤخذ ؟ من قوله شاب نشأ وذلك لقوة الداعي إلى الضلال في الشباب قوة الداعي وكثرة الصوارف عن الحق فاستمساكه بدينه يكون أفضل من استمساك الشيخ ، الشيخ يقول إنه قرب أجله فيستعد لكن الشاب يرى أن الدنيا أمامه بعيدة فإذا أطاع الله تعالى ونشأ في الطاعة كان أفضل من شيخ مشرف على القبر ، من فوائد الحديث أيضا فضيلة من تعلق قلبه في المساجد لأن الذي قلبه معلق بالمساجد تجده إذا خرج من صلاة ينتظر بقلبه الصلاة الأخرى ويقول متى تأتي فهل مثله من لا يحضر المساجد لكن قلبه معلق بالصلاة امرأة مثلا في بيتها قلبها معلق بالصلاة إنسان مريض لا يستطيع الصلاة في المسجد لكن قلبه معلق بالصلاة فهل نقول إذا كان ثواب المعلق قلبه بمكان العبادة هو هذا الظل فمن قلبه معلق بالعبادة من باب أولى لأن المساجد أماكن العبادة فإذا كان تعلق القلب بأماكن العبادة سببا لأن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فالذي يتعلق قلبه بالمساجد من باب أولى ، قصدي بالعبادة التي هي الصلاة التي فيها السجود من باب أولى وربما يؤيد ذلك قوله تعالى : (( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا )) فإن بعض العلماء قال المساجد يعني الصلوات لأنها تشتمل على السجود الظاهر لي هذا أن الذي معلق قلبه بالصلاة سواء كان يؤديها في المسجد أو يؤديها في البيت لعذر أو لكونه ليس من أهل الجماعة يدخل في الحديث طيب والذي قلبه معلق بالله
الطالب : أشد وأعظم
الشيخ : أيش أشد وأعظم ؟
الطالب : يعني أشد حبا وأعظم أجرا
الشيخ : يعني معناه أحق من هؤلاء بالظل ؟ نعم ، الذي قلبه معلق بالله عز وجل دائما مع الله في شرعه وقدره هذا لا شك أنه في أعلى المراتب بعد النبيين والصديقين إن لم يكن من الصديقين ولذلك ينبغي لنا أن نذكر الله دائما بقلوبنا في الخلوات حتى وأنت تطالع دروسك فإن دروسك من شريعة الله أو من الوسائل التي تعين على فهم الشريعة كعلم النحو والبلاغة وما أشبه ذلك فليكن قلبك معلق بربك عز وجل ( ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) هذا أيضا يستفاد منه فضيلة الحب في الله.