قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ حفظ
القارئ : قال ابن حجر : " قوله فأعاد الثالثة فقال إنكن صواحب يوسف فيه حذف بينه مالك في روايته المذكورة وأن المخاطب له حينئذ حفصة بنت عمر بأمر عائشة وفيه أيضا فمر عمر فقال مه إنكن لأنتن صواحب يوسف وصواحب جمع صاحبة والمراد أنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن ثم إن هذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحد وهي عائشة فقط كما أن صواحب صيغة جمع والمراد زليخا فقط ووجه المشابهة بينهما في ذلك أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته وأن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه ومرادها زيادة على ذلك وهو أن لا يتشاءم الناس به وقد صرحت هي فيما بعد ذلك فقالت لقد راجعته وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا الحديث وسيأتي بتمامه في باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر المغازي إن شاء الله تعالى. "
الشيخ : إذًا هذا وجه المكر أو الكيد ولكن لا شك أن أبا بكر أرق من عمر رضي الله عنه وأقرب إلى البكاء وكان رجلا بكاء مشهورا ببكائه وأما قول ابن حجر رحمه الله إن المراد بالصواحب صاحبة وهي زليخا التي هي امرأة العزيز ففيه نظر لأن هذه المرأة صرحت بأن النسوة اللاتي قلن ما قلن إنما فعلن ذلك إيش؟ مكرا (( فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن )) يعني يردن أن يطلعن إلى هذا الغلام أو إلى هذا الفتى لكن لم يقلن هذا بلفظ صريح بل قلن إنا لنراها في ضلال مبين فلما سمعت بذلك بمكرهن أرسلت إليهن هذا هو ظاهر الحديث وهو مناسب جدا أن يريد الإنسان بقوله خلاف ما يظهره بلسانه.
القارئ : نكمل يا شيخ
طالب : فيه زيادة
الشيخ : زيادة ؟ طيب
القارئ : " وأخرجه مسلم أيضا وبهذا التقرير يندفع إشكال من قال إن صواحب يوسف لم يقع منهن إظهار يخالف ما في الباطن ووقع في مرسل الحسن عند ابن أبي خيثمة أن أبا بكر أمر عائشة أن تكلم النبي صلى الله عليه وسلم أن يصرف ذلك عنه فأرادت التوصل إلى ذلك بكل طريق فلم يتم ووقع في أمالي ابن عبد السلام أن النسوة أتين امرأة العزيز يظهرن تعنيفها ومقصودهن في الباطن أن يدعون يوسف إلى أنفسهن كذا قال وليس في سياق الآية ما يساعد ما قال ، فائدة زاد حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم في هذا الحديث أن أبا بكر هو الذي أمر عائشة أن تشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يأمر عمر بالصلاة أخرجه الدورقي في مسنده وزاد مالك في روايته التي ذكرناها فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا ومثله للإسماعيلي في حديث الباب وإنما قالت حفصة ذلك لأن كلامها صادف المرة الثالثة من المعاودة وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يراجع بعد ثلاث فلما أشار إلى الإنكار عليها بما ذكر من كونهن صواحب يوسف وجدت حفصة في نفسها من ذلك لكون عائشة هي التي أمرتها بذلك ولعلها تذكرت ما وقع لها معها أيضا في قصة المغافير كما سيأتي في موضعه. "
الشيخ : على كل حال إن صح أن حفصة قالت ذلك بمشورة عائشة من أحاديث أخرى وإلا فهذا الحديث لا يدل على ذلك ثم إن الغالب أن عائشة رضي الله عنه لا يكون عندها أحد من النساء وإن كان يمكن أن حفصة جاءت لتعود الرسول صلى الله عليه وسلم.