فوائد حفظ
الشيخ : ثم ذكر حديث خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بيهم ففيه فوائد منها تواضع النبي صلى الله عليه وسلم للحق والإصلاح بين الخلق لأنه بنفسه خرج لم يكن كالملوك يدعو المتخاصمين إلى مكان جلوسه بل هو بنفسه يذهب ليصلح بين الناس وفيه فضيلة الإصلاح بين الناس لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى هؤلاء القوم وتكلف العناء من أجل الإصلاح ولا شك أن إصلاح ذات البين من أفضل الأعمال المقربة إلى الله عز وجل ومنها أنه يجوز إذا تأخر الإمام الراتب عن وقت الصلاة أن يقوم غيره مقامه لهذا الحديث وفي بعض سياق الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمؤذن إذا حانت الصلاة فأْمر أبا بكر أن يصلي ولهذا استأذن من أبي بكر ومن فوائده أيضا أن المرجع في الإقامة إلى من ؟ إلى الإمام هو أملك بالإقامة والمؤذن أملك بالأذان ومن فوائد هذا الحديث أيضا حسن أدب المؤذن وأنه ينبغي أن يستأذن من الإمام هل يقيم أو لا حتى لو جاء وقت الصلاة فلا يقيم حتى يستأذن من الإمام ، بعض المؤذنين كما نسمع إذا جاء وقت الإقامة أقام سواء استأذن الإمام أم لا ، الإمام جالس مثلا يكمل آية يقرؤها أو يكمل حديثا يطالع فيه أو ما أشبه ذلك فإذا بالمؤذن يرفع صوته بالإقامة وهذا غلط هذا سوء أدب إلا إذا كان الإمام قد قال له إذا جاء وقت الإقامة فأقم فحينئذ لا حرج عليه أما إذا لم يقل فلا يقيم الصلاة حتى يستأذن منه ، وكذلك من فوائده أنه يجوز للإمام الراتب أن يتخلص حتى يتقدم في الصفوف الأولى ولا يعد هذا من تخطي الرقاب المؤذي لأن الإمام الراتب له الحق أن يتقدم ولهذا استثنى العلماء رحمهم الله هذه المسألة وقالوا إنه لا يتخطى رقاب الناس إلا أن يكون إماما أو إلى فرجة لا يصل إليها إلا بالتخطي ، ومن فوائد هذا الحديث نعم أن المشروع في الصلاة عدم الالتفات لأن أبا بكر رضي الله عنه لا يلتفت في الصلاة وقد جاءت السنة بذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إياك والالتفات في الصلاة فإنه هلكة ) وقال عن الالتفات في الصلاة ( إنه اختلاس يختسله الشيطان من صلاة العبد ) ومن فوائد الحديث جواز الالتفات للحاجة لأن أبا بكر التفت لأنهم أكثروا في التصفيق فخاف أن يكون أمرا هاما وهو في الحقيقة أمر هام ومن فوائد الحديث أيضا العمل بالإشارة وسبق الكلام عليه ومن فوائد الحديث جواز حمد المصلي إذا حدث له نعمة ولو كان في أثناء الصلاة لأن أبا بكر رفع يديه فحمد الله على هذه النعمة العظيمة وهي أمر النبي صلى الله عليه وسلم له أن يبقى في صلاته يكون إماما بالرسول عليه الصلاة والسلام وهكذا كل ذكر وجد سببه في الصلاة فإنه يذكره ما لم يكن مشغلا عن الصلاة فإن كان مشغلا عن الصلاة فلا ، وبناء على ذلك ننظر إذا عطس في الصلاة فالمشروع أن يحمد الله إذا تثاءب فالمشروع
الطالب : يضع يده على فيه
الشيخ : ولا يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؟
الطالب : لا
الشيخ : ليش ؟ لأن هذه ليس لها أصل لا تقال لا في الصلاة ولا خارج الصلاة إذا سمع خبرا يسره يقول الحمد لله وهو يصلي ؟ نعم يقول الحمد لله ، إذا بشر بولد وهو يصلي أبشر جاءك ولد يقول بشرك الله بالخير ؟
الطالب : لا
الشيخ : ليش ما يقول ؟ لأن هذا خطاب كلام آدميين لا يجوز لكن له أن يحمد الله على هذه النعمة المهم كلما حصل سبب ذكر فإنه مشروع إلا إذا أشغل كالأذان مثلا فالأذان لو أن المصلي ذهب يتابع المؤذن لانشغل عن صلاته لكن كلمة أو كلمتان لا بأس بها نكمل فوائد الحديث إن شاء الله بعد الأذان ، اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ، ومن فوائد هذا الحديث كما قلنا جواز حمد الإنسان في أثناء الصلاة عند حصول النعمة فهل يقال إن هذا من سنة أبي بكر أو من سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمجيب خالد الشرابي ؟
الطالب : هذا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : كيف ؟
الطالب : لأنه سنة إقرارية
الشيخ : لأنه أقره طيب ومن فوائد هذا الحديث أيضا جواز رفع اليدين عند الحمد فيتبين بهذا أن رفع اليدين ليس خاصا بالدعاء بل حتى إذا حمد الله قال مثلا الحمد لله مثلا هكذا فلا بأس مشروع من الأمور التي ثبتت بها السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم إقرارا ، ومن فوائد هذا الحديث أن المعصية لغير قصد المخالفة لا تعد معصية لأن أبا بكر أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقى ولكنه تأخر لا مخالفة للرسول ولكن إكراما للرسول صلى الله عليه وسلم كما يدل على ذلك كلامه ، أخذ من هذا شيخ الإسلام رحمه الله أن الإنسان إذا خالف غيره في اليمين إكراما فإنه لا حنث عليه يعني مثل أن تقول لشخص ادخل قبلي فيقول لا أدخل فتقول والله لتدخلن فلا يدخل إكراما لك قال شيخ الإسلام إن هذا لا حنث عليه لأن الحنث مبني على التأثيم والمخالفة للتعظيم والإكرام ليست إثما وهذا قول وجيه لكن الاحتياط بلا شك أن يكفر ، ومن فوائد هذا الحديث تواضع أبي بكر رضي الله عنه لأنه قال ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقب نفسه بهذا اللقب الذي لا يقال إلا عند التعيير كما قال أبو سفيان يوم أحد هل فيكم ابن أبي قحافة ؟ نعم لكنه رضي الله عنه تواضعا لله قال هذا وإكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن فوائد هذا الحديث أنه إذا ناب الإنسان شيء في صلاته فليسبح سواء كان هذا الأمر خارجيا أو يتعلق بالصلاة لعموم قوله : ( من رابه شيء وفي لفظ من نابه شيء في الصلاة فليسبح ) فلو أن الإنسان استؤذن عليه استأذن أحد ليدخل عليه فله أن يقول سبحان الله يعني أني في صلاة وله أن يتنحنح لينبهه أنه في صلاة فيفعل ما هو أقرب إلى فهم المستأذن ومن فوائد هذا الحديث أن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء وهذا في الصلاة لأن المرأة لو سبحت وهي في مجتمع الرجال فربما يكون في تسبيحها فتنة فلهذا سد النبي صلى الله عليه وسلم الباب وجعل التصفيق للنساء والتسبيح للرجال لكن كيف تصفق ؟ ذكر بعض العلماء أنها تضرب بباطن كفها كف اليد اليمنى على ظهر اليسرى هكذا وقال بعضهم تصفق ولو ببطون الكفين بعضهما على بعض والأمر في هذا واسع سواء سبحت على ظاهر الكف أو في باطن الكف كله جائز.