تتمة الشرح حفظ
الشيخ : الآن ينبغي أن يعتمد ما جاء في حديث ابن مسعود وهو في صحيح مسلم وأما شك شعبة فيه فلا يضر ولكن بالنسبة لحديث مالك بن الحويرث يمكن أن يقال فيه إن هؤلاء القوم جاؤوا وهم شببة يتفقهون على النبي صلى الله عليه وسلم وبقوا عنده عشرين ليلة فهم في الغالب يكونون سواءً في القراءة وفي الغالب أيضا يكونون سواء في الفقه يبقى عندنا الكبر أقدمهم هجرة منتفية لأنهم كلهم وفود وفدوا جميعا بقي الكبر فلعل النبي صلى الله عليه وسلم علم من حالهم أنهم مستوون في القراءة مستوون في السنة وأما الهجرة فمعلوم أنهم جاؤوا جميعا فلم يبق إلا كبر السن والبخاري رحمه الله يقول : إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم مع أن الحديث ليس فيه أنهم استووا في القراءة لكن يجاب عنه بأن هؤلاء قدموا جميعا وكلهم شببة والغالب أن أفهامهم متقاربة فيكونون متقاربين في القراءة فيؤمهم الأكبر فصار في الترجمة الآن إشكالان الإشكال الأول أن البخاري رحمه الله قيدها بما إذا استووا في القراءة مع أن الحديث أجيبوا ؟ ليس فيه ذلك الحديث مطلق ( وليؤمكم أكبركم ) يجاب عن هذا الإشكال بإيش ؟ بأن النبي صلى الله عليه وسلم فهم أن هؤلاء مستوون في القراءة لأنهم قدموا وفودا على الرسول عليه الصلاة والسلام كلهم شباب والغالب أنهم يكونون متقاربين هذه واحدة المسألة الثانية الإشكال الثاني في الترجمة أن المرتبة الثانية بعد القراءة هي كبر السن مع أن حديث ابن مسعود في مسلم المرتبة الثانية هي أعلمهم بالسنة فكيف الجواب ؟ نقول إن كان البخاري رحمه الله لم يرد أعلمهم بالسنة بناء على أن عنده شكا في هذا الحديث لأنه ليس على شرطه فهذا رأيه وهو إليه وإن كان لا يرى ذلك فيحمل أيضا كلامه على أنهم استووا في القراءة وفي السنة أيضا وعلى كل تقدير فالمعتمد ما هو ؟ حديث أبي مسعود لأن النبي صلى الله عليه وسلم أسس فيه قاعدة ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ) ثم إن هذه القاعدة مناسبة لأنه لا يمكن أن نقدم الأكبر سنا على الأعلم بالسنة العلم بالسنة أولى بالتقديم عقلا ونظرا كما دل عليه الشرع فليعتمد الآن ما دل عليه حديث أبي مسعود ، نعم