قراءة من الشرح والتعليق عليه حفظ
القارئ : نعم " قوله إمام فتنة أي رئيس فتنة واختلف في المشار إليه بذلك فقيل هو عبد الرحمن بن عديس البلوي أحد رؤساء المصريين الذين حصروا عثمان قاله ابن وضاح فيما نقله عنه ابن عبد البر وغيره وقاله ابن الجوزي وزاد إن كنانة بن بشر أحد رؤسائهم صلى بالناس أيضا قلت وهو المراد هنا فإن سيف بن عمر روى حديث الباب في * كتاب الفتوح * من طريق أخرى عن الزهري بسنده فقال فيه دخلت على عثمان وهو محصور وكنانة يصلي بالناس فقلت كيف ترى الحديث ، وقد صلى بالناس يوم حصر عثمان أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري لكن بإذن عثمان ورواه عمر بن شبة بسند صحيح ورواه ابن المديني من طريق أبي هريرة وكذلك صلى بهم علي بن أبي طالب فيما رواه إسماعيل الخطى في تاريخ بغداد من رواية ثعلبة بن يزيد الحماني قال فلما كان يوم عيد الأضحى جاء علي فصلى بالناس وقال ابن المبارك فيما رواه الحسن الحلواني لم يصل بهم غيرها وقال غيره صلى بهم عدة صلوات وصلى بهم أيضا سهل بن حنيف رواه عمر بن شبة بإسناد قوي وقيل صلى بهم أيضا أبو أيوب الأنصاري وطلحة بن عبيد الله وليس واحد من هؤلاء مرادا بقوله إمام فتنة وقال الداودي معنى قوله إمام فتنة أي إمام وقت فتنة وعلى هذا لا اختصاص له بالخارجي قال ويدل على صحة ذلك أن عثمان لم يذكر الذي أمهم بمكروه بل ذكر أن فعله أحسن الأعمال انتهى وهذا مغاير لمراد المصنف من ترجمته ولو كان كما قال لم يكن قوله ونتحرج مناسبا. "
الشيخ : هو لا شك أن المراد بإمام فتنة أحد الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحصروه واستولوا على المسجد وصاروا يصلون بالناس
الطالب : عثمان يا شيخ
الشيخ : عثمان نعم ، لا شك أن الذين خرجوا على عثمان بن عفان رضي الله عنه واستولوا على المسجد وصاروا يصلون بالناس والناس يتحرجون منهم فقال عثمان رضي الله عنه قال " الصلاة أحسن ما يعمل الناس " ولم يقل هذا الإمام أحسن الأئمة الصلاة أحسن ما يعمل الناس فإذا أحسن الناس فأحسن معهم وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم يعني وصل معهم حتى لا تشذ عنهم ويحصل الخلاف والفتنة والشر والفساد وهذا هو الذي يطابق مراد البخاري رحمه الله للترجمة أن هذا الإمام صاحب فتنة والعياذ بالله من الخارجين على عثمان رضي الله عنه والخروج على الإمام لا شك أنه من أفسد البدع وأخبثها وأشرها وما تمزقت الأمة إلا بالخروج على أئمتها والعجب أن هؤلاء الذين خرجوا على الأئمة أن ظاهرهم الصلاح وينادون بالصلاح وينادون بالإصلاح حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر أن الصحابة يحقرون صلاتهم عند صلاتهم وقراءتهم عند قراءتهم ولكن إيمانهم والعياذ بالله لا يتجاوز الحناجر نسأل الله العافية فالحاصل أن صاحب البدعة يصلى خلفه إلا صاحب البدعة المكفرة فإنه لا يصلى خلفه لأن صلاته غير صحيحة وإلا إذا خفنا من فتنة بصلاتنا خلفه فإننا لا نصلي خلفه لكن في المسألة الثانية لو صلينا خلفه فالصلاة صحيحة أما في الأولى فلا ، نعم