فوائد حفظ
الشيخ : وفي حديث أبي مسعود دليل على مسائل منها غضب النبي صلى الله عليه وسلم عند الموعظة والغضب عند الموعظة يؤثر أكثر مما إذا أعطاها الإنسان غيره باردة لأنه إذا قالها على أنها كلام مرسل لا يتحرك بها القلب لكن إذا غضب صار هذا أشد ومنها أنه لا ينبغي للإنسان أن ينفر الناس عن دين الله بل لا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم غضب لما يكون سببا للتنفير وعلى هذا فكل شيء تخشى أن يكون منفرا للناس فلا تفعله لأن المقصود إصلاح الخلق وليس الانتقاد وليس المقصود إطفاء غيرة الإنسان أي إطفاء حرارتها بل المقصود أن تصلح الخلق فاستعمل كل ما يصلحهم ولو بلين الجانب أحيانا لأهل المعاصي لأن المقصود إيش ؟ إصلاحهم ولهذا استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال في الأولى ( بئس أخو العشيرة أو بئس ابن العشيرة ) ولما دخل ألان النبي صلى الله عليه وسلم له الكلام من أجل التأليف ، ومن فوائده أيضا الأمر بالتجوز أمر الإمام بالتجوز أي بالتخفيف وتعليل ذلك ولكن هل التخفيف أن يأتي الإنسان بما يريد الناس أو بما يوافق السنة ؟ الثاني التخفيف أن تأتي بما يوافق السنة ولو أرجأنا الأمر إلى ما يهواه الناس لم يكن لهذا ضابط لأن من الناس من يريد أن تكون الصلاة على هذا الوجه من الخفة وبعضهم يقول أكثر وبعضهم يقول أرفع فلا يمكن أن يتبع الحق أهواء الناس بل ما وافق السنة فهو تخفيف أما حديث جابر ففيه جواز ترك الجماعة إذا طول الإمام لماذا ؟ ما وجه الدلالة ؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر عمل هذا الرجل وأنكر على معاذ فإن قال قائل وإذا خفف الإمام فهل يعذر في ترك الصلاة خلفه ؟ نعم فقد يكون هذا أولى إذا كان الإمام يخفف تخفيفا لا يتمكن الإنسان معه من فعل المستحب فله أن يقطع الصلاة ولا يصلي معه أما إذا كان الإمام يخفف تخفيفا لا يتمكن المأموم معه من فعل الواجب فإنه يحرم الدخول معه في الجماعة وتجب مفارقته لأنه بين أمرين إما أن يدع واجب المتابعة أو يدع الواجب في الصلاة وكلاهما حرام ، مثاله رجل صلى خلف إمام يسرع إسراعا مفرطا بحيث لا يتمكن من قراءة الفاتحة ولا من الطمأنينة في الركوع ولا من الطمأنينة في السجود فنقول يجب عليك المفارقة لأنك إما أن توافق الإمام فتترك واجبا في الصلاة أو ركنا فيها وإما أن تخالف الإمام لتأتي بالركن أو الواجب وحينئذ تترك واجب المتابعة إذا لا تدخل من الأول ، وفيه تكرار الموعظة لقوله : ( أفتان أنت أو أفاتن ثلاث مرات ) مع أن الواحدة تكفي لكن إذا كان المقام يقتضي التكرار فلتكرر نعم طيب ومن فوائده أيضا أن الإنسان ينبغي له إذا نهى عن شيء أن يذكر البديل لئلا يقع المخاطب في حيرة وجه ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فلولا صليت بسبح اسم ربك الأعلى ) ، ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان ينبغي له أن يقرأ في العشاء بأوساط المفصل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عين سورا من أوساط المفصل وفيه أيضا دليل على أنه لا ينبغي العدول عن ذلك كما يفعله بعض الناس تجده يقرأ من أول القرآن إلى آخره في الصلوات فمثلا يبدأ بأول سورة البقرة كل ليلة في الليلة الثانية يقرأ من الموقف الذي وقف عليه أولا في الليلة الثالثة يقرأ من الموقف الثاني وهلم جرا إلى أن يكمل القرآن فيقال هذا وإن كان مباحا ولا نعلم فيه منعا لكنه خلاف السنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى قراءة إيش ؟ سور من قصار المفصل من أوساطه نعم ، إلى قراءة سور من أوساط المفصل ، نعم