تتمة فوائد باب : من أخف الصلاة عند بكاء الصبي . حفظ
الشيخ : أن المشقة لا يعتبر فيها الأكثر ، الدليل أن التطويل منفعة عامة لكن إذا شق ولو على بعض الناس ولو أقل من النصف ولو واحدا من ألف فإنه يراعى إيش ؟ حال من شق عليه بدليل قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن من وراءه الضعيف والكبير وذا الحاجة ) وفيه أيضا حسن رعاية النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وعنايته بها وأنه حتى إلى هذا الحال يرعى الأمة وينظر ماذا يصلحها وفيه دليل على أن المصلي إذا سمع وتأثر بهذا الاستماع فإنه لا يعد مخالفا في الصلاة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي لكنه لا يستمع إليه إلا أنه يعطي هذه الحال حكمها فيخفف وفيه أيضا دليل على أن الإنسان إذا انشغل قلبه لحادث طرأ في الصلاة فإنه لا يلام على ذلك ولهذا راعى النبي صلى الله عليه وسلم حال الأم وفيه دليل على جواز إتيان الصبيان الصغار إلى المساجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع بكاء الصبي والظاهر أن هذا الصبي في المسجد لأنه لو كان خارج المسجد لكان بعيدا أن يسمعه النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن هذا الصبي يصيح عند باب المسجد كما يوجد من الصبيان من له أربع سنوات أو خمس سنوات يحضر للمسجد ويكون خارج باب المسجد فيصيح وحينئذ لا يكون فيه دليل على إحضار الصبيان إلى المساجد إذا كان يخشى منهم أن يشوشوا على الناس وهذا هو المراد لكن لو كان هذا الصبي حضر إلى المسجد والأصل أنه لا يشوش ثم شوش فهذا نراعي حال أمه فنخفف فيفرق بين من علمنا تشويشه من قبل ومن لم نعلم ، أخذ العلماء من هذا أنه يجوز العكس وهو التطويل مراعاة للداخل يعني إذا سمع الإنسان صوت شخص داخل وكان الإمام راكعا فإنه يطيل الركوع مراعاة لحال من ؟ لحال الداخل حيث يدرك الركعة لكن أهل العلم قيدوا ذلك بما إذا لم يشق على من وراءه فإن أطال إطالة تشق على من وراءه فإنه لا ينتظر لأن مراعاة الحاضر الداخل معك أولى من مراعاة القادم وهذا التفصيل هو الصواب أنه ينبغي لمن سمع داخلا في الصلاة أن يتأنى بشرط ألا يشق على المأمومين الذين معه ، ويتفرع عن ذلك هل ينبغي للداخل أن ينبه الإمام بالنحنحة أو بالكلام ؟ فيقول انتظرني أو يتنحنح يكرر التنحنح لينتبه الإمام أو يقول كما يقول بعض العامة اصبروا إن الله مع الصابرين أو لا يسن ؟ الظاهر الثاني أنه لا يسن لكن كما نعلم أن الداخل ولا سيما إذا كان معه عجلة من أجل إدراك الركوع لا شك أنه سيكون له صوت يسمع وأما أن ينطق بلسانه فيقول اصبر إن الله مع الصابرين أو يتنحنح فهذا ليس من السنة وبعض الأئمة يعاكس في هذه المسألة يقول ينبغي إذا سمع داخلا أن يبادر بالرفع خوفا من أن هذا الداخل يستعجل فيكبر للإحرام وقد أهوى إلى الركوع ومعلوم أنه إذا كبر للإحرام وهو مهوي إلى الركوع فإن فريضته لا تنعقد بل تكون نفلا قال فمن أجل هذا المحظور نقول لا تنتظر من حين ما تسمع الداخل قل سمع الله لمن حمده وقد كان بعض الأئمة يفعلون ذلك ولكن في هذا نظرا بل نقول إن المسألة إما أن يقال للإمام أطل بعض الشيء حتى يدرك الداخل وإما أن يقول استمر على حالك فإذا أسرع الداخل فهو الذي أسرع أما أنت فما عليك إلا أن تتبع ما هو الأفضل ، نعم ، عبيد الله