قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ حفظ
الشيخ : شوف باب : الرجل يأتم بالإمام ، ويأتم الناس بالمأموم . شوف الترجمة هذه ويش قال عليها ؟
القارئ : قال ابن حجر رحمه الله تعالى : " باب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم :
قال ابن بطال هذا موافق لقول مسروق والشعبي إن الصفوف يؤم بعضها بعضا خلافا للجمهور قلت وليس المراد أنهم يأتمون بهم في التبليغ فقط كما فهمه بعضهم بل الخلاف معنوي لأن الشعبي قال فيمن أحرم قبل أن يرفع الصف الذي يلي رؤوسهم من الركعة إنه أدركها ولو كان الإمام رفع قبل ذلك لأن بعضهم لبعض أئمة انتهى فهذا يدل على أنه يرى أنهم يتحملون عن بعضهم بعض ما يتحمله الإمام وأثر الشعبي الأول وصله عبد الرزاق والثاني وصله ابن أبي شيبة ولم يفصح البخاري باختياره في هذه المسألة لأنه بدأ بالترجمة الدالة على أن المراد بقوله ويأتم الناس بأبي بكر أي أنه في مقام المبلغ ثم ثنى بهذه الرواية التي أطلق فيها اقتداء الناس بأبي بكر ورشح ظاهرها بظاهر الحديث المعلق فيحتمل أن يكون يذهب إلى قول الشعبي ويرى أن قوله في الرواية الأولى يسمع الناس التكبير لا ينفي كونهم يأتمون به لأن إسماعه لهم التكبير جزء من أجزاء ما يأتمون به فيه ، وليس فيه نفي لغيره ويؤيد ذلك رواية الإسماعيلي من طريق عبد الله بن داود المذكور ووكيع جميعا عن الأعمش بهذا الإسناد قال فيه والناس يأتمون بأبي بكر وأبو بكر يسمعهم ، قوله ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا طرف من حديث أبي سعيد الخدري قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخرا فقال : ( تقدموا وائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ) الحديث أخرجه مسلم وأصحاب السنن من رواية أبي نضرة عنه قيل وإنما ذكره البخاري بصيغة التمريض لأن أبا نضرة ليس على شرطه لضعف فيه وهذا عندي ليس بصواب لأنه لا يلزم من كونه على غير شرطه أنه لا يصلح عنده للاحتجاج به بل قد يكون صالحا للاحتجاج به عنده وليس هو على شرط صحيحه الذي هو أعلى شروط الصحة ، والحق أن هذه الصيغة لا تختص بالضعيف بل قد تستعمل في الصحيح أيضا بخلاف صيغة الجزم فإنها لا تستعمل إلا في الصحيح وظاهره يدل لمذهب الشعبي وأجاب النووي بأن معنى ( وليأتم بكم من بعدكم ) أي يقتدي بكم من خلفكم مستدلين على أفعالي بأفعالكم قال وفيه جواز اعتماد المأموم في متابعة الإمام الذي لا يراه ولا يسمعه على مبلغ عنه أو صف قدامه يراه متابعا للإمام وقيل معناه تعلموا مني أحكام الشريعة وليتعلم منكم التابعون بعدكم وكذلك أتباعهم إلى انقراض الدنيا ، قوله مروا أبا بكر يصلي "
الشيخ : الصواب الأول أن المراد بالبعدية هنا بعدية المكان لكن المشكل أن البخاري ذكره بصيغة التمريض مع أنه رواه مسلم فربما يقال أنه للنظر في بعض رواته قال ويذكر ولكن ابن حجر كما سمعتم لا يرى هذا ويرى أن البخاري إذا جزم بالشيء المعلق فهو عنده صحيح وإن ذكره بصيغ التمريض فيحتمل أن يكون صحيحا ويحتمل أن يكون ضعيفا لكن الأصل أنه ضعيف إذا قاله بصيغة التمريض يعني قيل أو روي أو يذكر فالأصل أنه ضعيف
الطالب : شيخ بالجزم أيضا ضعيف ؟
الشيخ : لا الجزم عنده صحيح عند البخاري ولا يلزم من كونه صحيحا عنده أن يكون صحيحا عند غيره.
الطالب : ...
الشيخ : نعم ماذا يقول ؟
القارئ : قال العيني رحمه الله تعالى معقبا على كلام ابن حجر : " قال بعضهم هذا عندي ليس بصواب لأنه لا يلزم من كونه على غير شرطه أن لا يصلح للاحتجاج به عنده ، بل قد يكون صالحا للاحتجاج به عنده وليس هو على شرط صحيحه الذي هو أعلى شروط الصحة قلت: هذا الذي ذكره يخرم قاعدته، لأنه إذا لم يكن على شرطه كيف يحتج به؟ وإلا فلا فائدة لذلك الشرط، وأبو نضرة الذي روى الحديث المذكور عن أبي سعيد الخدري، ليس على شرطه، وإنما يصلح عنده للاستشهاد، ولهذا استشهد به عن جابر في كتاب الشروط على ما سيأتي إن شاء الله تعالى، وأبو نضرة، بالنون المفتوحة وسكون الضاد المعجمة وفتح الراء: واسمه المنذر بن مالك العوفي البصري. " بس
القارئ : بالنسبة لكلام الشعبي يا شيخ ، الرد على الشعبي في هذا في معنى الحديث ؟
الشيخ : في معنى الحديث أن الإمام هو الإمام وأما هؤلاء فهم علامة يعني أفعالهم علامة على ما فعل الإمام.
القارئ : قال ابن حجر رحمه الله تعالى : " باب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم :
قال ابن بطال هذا موافق لقول مسروق والشعبي إن الصفوف يؤم بعضها بعضا خلافا للجمهور قلت وليس المراد أنهم يأتمون بهم في التبليغ فقط كما فهمه بعضهم بل الخلاف معنوي لأن الشعبي قال فيمن أحرم قبل أن يرفع الصف الذي يلي رؤوسهم من الركعة إنه أدركها ولو كان الإمام رفع قبل ذلك لأن بعضهم لبعض أئمة انتهى فهذا يدل على أنه يرى أنهم يتحملون عن بعضهم بعض ما يتحمله الإمام وأثر الشعبي الأول وصله عبد الرزاق والثاني وصله ابن أبي شيبة ولم يفصح البخاري باختياره في هذه المسألة لأنه بدأ بالترجمة الدالة على أن المراد بقوله ويأتم الناس بأبي بكر أي أنه في مقام المبلغ ثم ثنى بهذه الرواية التي أطلق فيها اقتداء الناس بأبي بكر ورشح ظاهرها بظاهر الحديث المعلق فيحتمل أن يكون يذهب إلى قول الشعبي ويرى أن قوله في الرواية الأولى يسمع الناس التكبير لا ينفي كونهم يأتمون به لأن إسماعه لهم التكبير جزء من أجزاء ما يأتمون به فيه ، وليس فيه نفي لغيره ويؤيد ذلك رواية الإسماعيلي من طريق عبد الله بن داود المذكور ووكيع جميعا عن الأعمش بهذا الإسناد قال فيه والناس يأتمون بأبي بكر وأبو بكر يسمعهم ، قوله ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا طرف من حديث أبي سعيد الخدري قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخرا فقال : ( تقدموا وائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ) الحديث أخرجه مسلم وأصحاب السنن من رواية أبي نضرة عنه قيل وإنما ذكره البخاري بصيغة التمريض لأن أبا نضرة ليس على شرطه لضعف فيه وهذا عندي ليس بصواب لأنه لا يلزم من كونه على غير شرطه أنه لا يصلح عنده للاحتجاج به بل قد يكون صالحا للاحتجاج به عنده وليس هو على شرط صحيحه الذي هو أعلى شروط الصحة ، والحق أن هذه الصيغة لا تختص بالضعيف بل قد تستعمل في الصحيح أيضا بخلاف صيغة الجزم فإنها لا تستعمل إلا في الصحيح وظاهره يدل لمذهب الشعبي وأجاب النووي بأن معنى ( وليأتم بكم من بعدكم ) أي يقتدي بكم من خلفكم مستدلين على أفعالي بأفعالكم قال وفيه جواز اعتماد المأموم في متابعة الإمام الذي لا يراه ولا يسمعه على مبلغ عنه أو صف قدامه يراه متابعا للإمام وقيل معناه تعلموا مني أحكام الشريعة وليتعلم منكم التابعون بعدكم وكذلك أتباعهم إلى انقراض الدنيا ، قوله مروا أبا بكر يصلي "
الشيخ : الصواب الأول أن المراد بالبعدية هنا بعدية المكان لكن المشكل أن البخاري ذكره بصيغة التمريض مع أنه رواه مسلم فربما يقال أنه للنظر في بعض رواته قال ويذكر ولكن ابن حجر كما سمعتم لا يرى هذا ويرى أن البخاري إذا جزم بالشيء المعلق فهو عنده صحيح وإن ذكره بصيغ التمريض فيحتمل أن يكون صحيحا ويحتمل أن يكون ضعيفا لكن الأصل أنه ضعيف إذا قاله بصيغة التمريض يعني قيل أو روي أو يذكر فالأصل أنه ضعيف
الطالب : شيخ بالجزم أيضا ضعيف ؟
الشيخ : لا الجزم عنده صحيح عند البخاري ولا يلزم من كونه صحيحا عنده أن يكون صحيحا عند غيره.
الطالب : ...
الشيخ : نعم ماذا يقول ؟
القارئ : قال العيني رحمه الله تعالى معقبا على كلام ابن حجر : " قال بعضهم هذا عندي ليس بصواب لأنه لا يلزم من كونه على غير شرطه أن لا يصلح للاحتجاج به عنده ، بل قد يكون صالحا للاحتجاج به عنده وليس هو على شرط صحيحه الذي هو أعلى شروط الصحة قلت: هذا الذي ذكره يخرم قاعدته، لأنه إذا لم يكن على شرطه كيف يحتج به؟ وإلا فلا فائدة لذلك الشرط، وأبو نضرة الذي روى الحديث المذكور عن أبي سعيد الخدري، ليس على شرطه، وإنما يصلح عنده للاستشهاد، ولهذا استشهد به عن جابر في كتاب الشروط على ما سيأتي إن شاء الله تعالى، وأبو نضرة، بالنون المفتوحة وسكون الضاد المعجمة وفتح الراء: واسمه المنذر بن مالك العوفي البصري. " بس
القارئ : بالنسبة لكلام الشعبي يا شيخ ، الرد على الشعبي في هذا في معنى الحديث ؟
الشيخ : في معنى الحديث أن الإمام هو الإمام وأما هؤلاء فهم علامة يعني أفعالهم علامة على ما فعل الإمام.