فوائد حفظ
الشيخ : هذا الحديث يستفاد منه ما سبق من الأمر بإقامة الصفوف وسبق لنا معنى الإقامة أنه يشمل عدة أشياء وقوله : ( فإني أراكم من وراء ظهري ) الظاهر أن هذا في حال الصلاة فقط وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس يرى أصحابه من وراء ظهره في كل مكان بدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه حين انخنس من النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه جنابة فقال ( أين كنت يا أبا هريرة ؟ ) ومن فوائد هذا الحديث أن هدي الصحابة رضي الله عنهم ليس كما توهمه بعض الناس أن الإنسان يلزق كعبه بكعب صاحبه بحيث يفتح رجليه لأنه لو ألزق هكذا مع فتح الرجلين لابتعد المنكب عن المنكب والصحابة أراد أنس بقوله هذا أنهم يتراصون حتى يلتزق أعلى البدن بأسفل البدن وهذا حتما يقتضي أن تكون الأرجل طبيعية لا مفتوحة هكذا ، وغريب من بعض الناس مثلا أن يفهموا السنة فهما خاطئا ثم يبثها في الناس ويحصل جهل كثير ولهذا ينبغي لطلبة العلم إذا أدركوا خطأ الناس في استعمال سنة من السنن أن يبينوها وألا يستسلموا للأمر الواقع ، الاستسلام للأمر الواقع في خطأ ضرره عظيم فيقال لهؤلاء ليست السنة أن الإنسان يفتح قدميه حتى تلزق بالآخر السنة أن يتراص الناس حتى يلزق الإنسان كعبه بكعبه ومنكبه بمنكبه وهل المراد بذلك بيان المراصة وتمام المصافة أو أن هذا سنة في كل الصلاة ؟ يظهر من كلام صاحب الفتح أنه لبيان المراصة وتمام المصافة وليس ذلك في كل الصلاة إنما هو عند الأمر بالتسوية والتراص يفعلون هذا.