فوائد حفظ
الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد منها جواز الجماعة في صلاة الليل لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ابن عباس على قيامه معه جماعة وقد ثبت مثل ذلك لحذيفة بن اليمان ولعبد الله بن مسعود لكن ليس أمرا راتبا بمعنى أنه يصلي كل ليلة جماعة ولكنه أحيانا فاستدل العلماء بذلك على جواز إقامة النفل جماعة لكن ليس على وجه راتب وهذا ربما يحتاج الناس إليه أحيانا مثل أن يكون الإنسان لما صلى الظهر صار معه كسل فقال له أخوه نصلي جماعة يشد بعضنا أزر بعض ، ومن فوائد هذا الحديث أيضا جواز الحركة لمصلحة الصلاة من الذي تحرك في هذا الحديث ؟ كلاهما الرسول صلى الله عليه وسلم وابن عباس واستدل به بعضهم على أن الرجل لا يقطع صلاة الرجل لأن النبي صلى الله عليه وسلم حال بين ابن عباس والقبلة فجعل هذا من المرور وليس كذلك ، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمر بين يدي ابن عباس بل هو ثابت في مكانه وابن عباس هو الذي مر من ورائه إن قلنا إن هذا مرور ومن فوائد هذا الحديث أنه لا قيام للرجل الواحد عن يسار الإمام وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أدار ابن عباس إلى اليمين ولكن لو بقي يصلي عن يساره فهل تصح صلاته ؟ كلام البخاري يدل على أنها لا تصح لقوله فقد تمت صلاته فظاهره أنه لو بقي لم تتم وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله عند أصحابه قالوا لو بقي عن يساره لم تصح صلاته واختار شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله أنه لو بقي عن يساره فصلاته صحيحة وأن كونه عن يمينه مع خلو يساره على وجه الاستحباب وعلل ذلك بعلة صحيحة وهي أن الذي حصل من النبي صلى الله عليه وسلم مجرد فعل ومجرد الفعل لا يدل على الوجوب وإنما يدل على الاستحباب ولهذا لم يقل له الرسول عليه الصلاة والسلام حين فرغ لا تعد كما قال لمن ؟ لأبي بكرة فدل ذلك على أنه على سبيل الاستحباب ولكن بعض العلماء نازع وقال إن الحركة الأصل فيها الحركة في الصلاة الأصل فيها الكراهة فكون الرسول يتحرك ويدير ابن عباس يدل على أن هذا عمل لا بد منه ولكن يقال الحركة المكروهة ترتفع كراهتها عند الحاجة وهذا حاجة أن يدار الإنسان إلى الموقف الأفضل فالذي يظهر لي أنه لو صلى عن يساره مع خلو يمينه فصلاته صحيحة لكنها خلاف السنة ، ومن فوائده أن النوم لا ينقض الوضوء لأن النبي صلى الله عليه وسلم نام رقد فقام وصلى ولم يتوضأ وإلى هذا ذهب بعض أهل العلم ونقض النوم للوضوء فيه ثمانية مذاهب لكن أقرب ما يقال في ذلك أن النوم المستغرق الذي لا يحس الإنسان بنفسه لو أحدث ينقض الوضوء وأما ما سوى ذلك فإنه لا ينقض سواء كان الإنسان مضطجعا أو متكيءً أو راكعا أو ساجدا لأن النوم مظنة الحدث وليس حدثا والدليل على ذلك أنه لو كان حدثا بنفسه لم يفرق بين قليله وكثيره كما لم يفرق بين قليل البول وكثيره ولكنه مظنة الحدث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُستدل بكونه قام وصلى ولم يتوضأ على أن النوم لا ينقض الوضوء مطلقا لأن نومه صلى الله عليه وسلم لا ينقض الوضوء حيث كان عيناه تنامان ولا ينام قلبه فلو أحدث لأحس وعلى هذا فلا يكون في الحديث دليل على أن النوم لا ينقض ويؤخذ نقض الوضوء بالنوم وعدمه من أدلة أخرى ، وفيه أيضا من فوائده أن الإنسان ينبغي له أن ينام بعد قيام الليل وقد قالت عائشة رضي الله عنه ما ألفيته سحرا إلا نائما فكان عليه الصلاة والسلام يقوم في الليل كما قال ربنا عز وجل : (( إنك ربك يعلم أن تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك )) فينام قبيل الفجر من أجل أن ينشط لصلاة الفجر فإذا أذن صلى ركعتين ثم اضطجع أيضا حتى يأتيه المؤذن فيأذنه بالصلاة انتهى الوقت ؟