فوائد حفظ
الشيخ : وفيه في هذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا رأى من الناس الاقتداء به في أمر لا يشرع أنه يتأخر عنه حتى لا يظن الناس أنه مشروع وفيه أيضا دليل على أن أفضل الصلاة في البيت إلا المكتوبة وأنه لا فرق في هذا بين بلد الحرمين وغيره بمعنى أنه حتى لو كان الإنسان في المدينة قلنا الأفضل أن تصلي في بيتك إلا المكتوبة حتى في مكة الأفضل أن تصلي في بيتك إلا المكتوبة وكثير من محبي الخير يرغبون أن يصلوا النافلة في المسجدين النبوي والمسجد الحرام ولكن هذا خلاف السنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أطلق وعمم ويقال إن الأجر الحاصل لك باتباع السنة أفضل من كمية الأجر الذي تحصل لك في الصلاة في المسجد لأن بعض الناس يتعاظم كيف أصلي في بيتي وأترك مئة ألف صلاة في المسجد الحرام أو ألف صلاة في المسجد النبوي ، فيقال نعم اتباع السنة أولى وأفضل وأعظم أجرا على أنه قد ينازع فيقال إن الصلاة التي تفضل ما تشرع في المساجد وأما ما لا يشرع في المسجد فإنه لا يحصل بها هذا الفضل وهذا قد قيل به وليس ببعيد وعلى هذا فلو صلى الإنسان الراتبة في المسجد الحرام وقال هل يحصل لي هذا الأجر مئة ألف راتبة قلنا لا لا نجزم بهذا أولا لأنك خالفت الأفضل وعملت بما تهوى والثاني لعل النبي صلى الله عليه وسلم أراد بذلك ما يسن فعله في المسجد مثال ذلك رجل دخل المسجد الحرام وصلى تحية المسجد هنا نقول تحية المسجد أفضل من مئة ألف تحية في غير المسجد الحرام وينطبق عليه الحديث تماما لكن تأتي لتصلي الضحى هناك أو تصلي الليل هناك أو ما أشبه نقول هذا خلاف السنة ولكن في هذا الحديث إشكال وهو أن ظاهره أن الجماعة في رمضان لا تسن في المسجد في قيام الليل وهذا هو خلاف المعروف فننظر كلام الحافظ في هذه المسألة.