فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد أولا أن الاستفتاح لا يجهر فيه ، وفيه أيضا أن الصلاة ليس فيها سكوت بلا نطق سري أو جهري لقوله أرأيت سكوتك ما تقول ؟ ولم يقل هل تقول شيئا أو لا فكأنه قد تقرر عنده أنه يقول لكن سأل عما يقول ، وفيه حرص الصحابة رضي الله عنهم على معرفة كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من أجل أن يقتدوا به وفيه جواز فداء المخاطب بالأبوين لقوله بأبي أنت وأمي بأبي وأمي يا رسول الله ولكن هل يقال إن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه هو الذي يجب فداؤه بالأم والأب أو له ولغيره ؟ الظاهر الأول وأنك لا تقول لأي إنسان أفديك بأبي وأمي لأن بر الأم والأب واجب ولا يمكن أن تجعلهما فداء لمن دونهما في البر والصلة ، وفيه أيضا دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا : اللهم باعد إلى آخره فبدأ أولا بالمباعدة يعني ألا يفعل الخطايا ثم بعد ذلك التنقية بمعنى أنني إذا فعلت تنقيني من الخطايا ثم بعد التنقية الغسل وهذا مراحل أولا البعد ، تؤخذ من أين يا سامي ؟ اللهم باعد ثانيا وإذا مارس الخطيئة يسأل الله أن ينقيه وبعد التنقية الغسل لكمال التنظيف لكن في هذا إشكال للعلماء حيث قال بالماء والثلج والبرد والغالب أن الماء الحار أشد تنظيفا لكن لما كان هذا الغسل غسلا معنويا لا حسيا وكانت الذنوب سببا للعذاب بالنار صار الأنسب أن يكون الماء الذي يُطهر به باردا ، والثلج والبرد الفرق بينهما الثلج هو الطل إذا تجمد ينزل كالقطن وأما البرد فإنه الثلج الصغار الذي ينزل من السحاب وقد قيل إن سببه أنه ينزل من السحاب على أنه ماء لكن يلتقي بطبقة باردة جدا جدا وفي هذه اللحظة ينعقد يعني يتجمد حسب قوة البرودة تكون البرد كبيرة أو صغيرة ولهذا نجد بعض البرد بإذن الله تجده طبقات كطبقات البيت يعني بمعنى أن مثلا بعضه زجاجي وبعضه يميل إلى الرماد وهو في حبة واحدة حسب طبقات الجو التي مر بها نعم.