فوائد حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث أن الإنسان إذا كان في صلاة فإن الله قبل وجهه مواجه لك لكنه كيف يكون مواجها لك وهو فوق سماواته على عرشه ؟ نجيب عن هذا أولا بأن الخالق لا يقاس بالمخلوق ثانيا أن هذا ليس بممتنع حتى في المخلوق فها هي الشمس تكون قبل وجهك أثناء طلوعها أو غروبها مع أنها في السماء فلا مانع من أن يجتمع العلو والمقابلة وقد استدل بهذا الحديث من ادعوا أن الله بذاته في كل مكان وقالوا إذا كان قبل وجه المصلي فلا بد أن يكون في المكان الذي هو فيه مقابلا له ولكن هؤلاء من القوم الذين ينظرون بعين عوراء أي ينظرون إلى جانب من النصوص ويدعون الجانب الآخر وهؤلاء هم المتبعون للمتشابه الذين قال الله تعالى : (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه )) فالنص هذا متشابه وعندنا نصوص محكمة تدل على أن الله تعالى عال على جميع الخلق وأن علوه وصف ذاتي لا ينفك عنه وفيه أيضا إزالة المنكر باليد لأن النبي صلى الله عليه وسلم أزال هذه النخامة بالحك أو بالحت ولكن هذا عند القدرة ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ) وفيه أيضا تحريم تنخم الإنسان قبل وجهه وهو يصلي لما في ذلك من ارتكاب النهي وإساءة الأدب مع الله عز وجل وأنت أيها المسكين لو كنت بين يدي إنسان عادي ليس ذا سلطان فإنه لا يمكنك أن تتنخم بين يديه فكيف بين يدي الرب عز وجل ولهذا نرى أن التنخم في الصلاة أنه محرم لا شك فيه بل لو شئنا لقلنا إنه من باب الكبائر ، نعم