باب : الجهر بقراءة صلاة الفجر . وقالت أم سلمة : طفت وراء الناس ، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي ، ويقرأ بالطور . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى:
باب الجهر بالقراءة في صلاة الفجر.
وقالت أم سلمة : ( طفت وراء الناس، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي ويقرأ بالطور ).
الشيخ : هذا كان في رجوعهم من حجة الوداع، فإن أم سلمة ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت مريضة، تعتذر عن طواف الوداع، فقال لها : ( طوفي من وراء الناس وأنت راكبة )، فطافت من وراء الناس، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بالطور.
ففيه دليل على الجهر في قراءة الفجر.
وفيه أيضا دليل على أنه يقرأ فيها بالطور كما قرأ في المغرب بالطور أيضا.
وفيه دليل على وجوب طواف الوداع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعذرها، بل قال : ( طوفي من وراء الناسي وأنت راكبة ).
وفيه دليل على أن من عجز عن الطواف ماشيا فإنه يحمل أو يجلس على عربية ويدفع.
فإن قال قائل: لو حمل ثم نام حتى انتهى الطواف هل يصح طوافه ؟ نام يا جماعة.
الطالب : ابتدأ يقظانا ؟
الشيخ : نعم.
الطالب : يصح.
الشيخ : وإلا ؟
الطالب : لا يصح.
الشيخ : نعم، نقول: إن ابتدأ الطواف وهو يقظان أجزأ، وإن كان من حين وضعوه على النقالة نام فإنه لا يجزئه، لأنه لم ينو الطواف، وكذلك يقال في السعي، بعض الناس في السعي إذا دفوه بالعربية فإنه يجد الراحة يمكن بعد التعب ثم ينام فنقول هذا أيضا يجزئ إذا كان ابتدأ وهو يقظان، نعم.