حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه وقال ابن شهاب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آمين حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ).
وقال ابن شهاب: " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: آمين ".
الشيخ : آمين بمعنى الدعاء، يعني اللهم استجب، وهي اسم فعل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ولا يصح أن تقول: أمين، لأن أمين صفة مشبهة من الأمن، وكذلك أيضا آمّين لا يصح، لأن آمّين بمعنى قاصدين، فكل لحن يحيل المعنى فإنه لا يجوز أن ينطق به، بل يقول: آمين.
وهل يجهر بها الإمام والمأموم ؟ الجواب: نعم، يجهر بها الإمام لأنه قد جهر في صلاته، فالدعاء الذي يطلب فيه استجابة الدعاء يكون مجهورا به أيضا، وكذلك المأموم يجهر تبعا لإمامه، وليس للمأموم حق الجهر في أي كلمة من الصلاة تبعا للإمام إلا في آمين.
والحكمة من ذلك من أجل أن يتوافق تأمين الإمام وتأمين المأموم.
ثم إذا أمن الإمام معناه: إذا بلغ مكان التأمين أو إذا شرع فيه، وليس المعنى إذا فرغ منه كما توهمه بعض الناس، بل المعنى إذا وصل إلى مكان التأمين أو إذا شرع فيه.
وفي الحديث الثاني : ( من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )، فإذا قال قائل: بماذا نعرف أنا وافقنا ؟ قلنا: من تأميننا إذا أمن الإمام، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أمن فأمنوا ) ولا يأمرنا إلا بما يوافق تأمين الملائكة.