حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد عن غيلان بن جرير عن مطرف بن عبد الله قال صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنا وعمران بن حصين فكان إذا سجد كبر وإذا رفع رأسه كبر وإذا نهض من الركعتين كبر فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال قد ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم أو قال لقد صلى بنا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم حفظ
القارئ : حدثنا أبو النعمان، قال حدثنا حماد عن غيلان بن جرير، عن مطرف بن عبد الله قال : ( صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنا وعمران بن حصين، فكان إذا سجد كبر وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال: قد ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم، أو قال: لقد صلى بنا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم ).
الشيخ : نعم، في هذا اللفظ إشكال وهو قوله صلاة محمد والله تعالى يقول : (( لا تجلعوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا )) فيقال: لا إشكال، لأن النهي في الآية عن دعائه وندائه فلا يجوز للصحابة أن يقول القائل يا محمد، بل يقول يا رسول الله، أما الخبر فلا بأس، الخبر أوسع يقول قال أبو القاسم قال محمد، لأنه خبر، والخبر أوسع من الإنشاء، والدعاء إنشاء.
نعم، فإن قال قائل: أليس الأعراب يأتون للرسول يقولون يا محمد؟
قلنا: بلى، فإذا قال إنسان: لماذا لم ينههم الرسول وقد نهى الله المسلمين أن يدعوه باسمه ؟
قلنا: إن النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى نظر أبعد لأنه لو جابه هذا الأعرابي الذي جاء يسأل عن دينه بالإنكار فربما ينفر، وهو إذا تعلم دينه واهتدى سهل عليه الامتثال.
ونظير هذا من بعض الوجوه قصة الخثعمية التي جاءت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو مردف الفضل بن العباس رضي الله عنهما، وكان الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، ولم يأمرها الرسول صلى الله عليه وسلم بالحجاب، لأنها جاءت تسأل، وهي امرأة فلم يحب أن يجابهها بالإنكار، ولهذا أنكر على الفضل، لأن الفضل قد رسخ في قلبه الإيمان وعرف حدوده الشرعية فصرف وجهه إلى الناحية الثانية.
وهذا أحد الأجوبة عن هذا الحديث الذي أشكل على بعض الناس، وربما يكون هذا الجواب من أحسنها: أن الرسول سكت عنها تأليفا لها، حتى لا يجابهها بالإنكار وهي امرأة حاجة جاءت تسأل عن دينها، ولكل مقام مقال.
لو جاء إنسان يسألك مثلا شيئا من الأشياء وهو مرتكب نهيا فلا تجابهه بالإنكار أجبه اولا عن سؤاله ثم إذا رأيت أن المقام يسهل معه الإنكار فافعل، وقصة يوسف عليه الصلاة والسلام في صاحبي السجن بعد أن أخبرهما قال : (( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون )) هو قبل ولا بعد؟ لأن المقام يقتضي هكذا، لأن المقام ليس هين، شرك والشرك يجب المبادرة بإنكاره نعم.