الفوائد مع الشرح حفظ
الشيخ : هذه الأحاديث فيها أيضا ما سبق من أن الإنسان يدعو بعد الركوع ويثني على الله تعالى بما ذكر، أما كونه يدعو فلحديث أبي هريرة قال : " لأقربن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقنت في الركعة الأخرى من صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح " الأخرى المراد الأخيرة كما هي في نسخة، من صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح كم هذه ؟ ثلاث الظهر والعشاء والصبح، ثم يقول في الآخر حديث أنس : " كان القنوت في المغرب والفجر " وبذلك كملت الصلوات الخمس، نعم أربع الأولى الظهر والعشاء والمغرب والصبح، لكن هذا القنوت ليس هو القنوت الذي يعرفه بعض الناس أن يقول: اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، لكن المراد به الدعاء مثل اللهم اغفر للمؤمنين والعن الكافرين يعني كلمتين ليس بالدعاء الطويل، أو يحمل على ما إذا كان هناك نازلة تنزل بالمسلمين كما قنت النبي صلى الله عليه وسلم لذلك.
وأما الحديث الأخير ففيه أن من جهر من المأمومين ببعض الذكر لا ينكر عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على هذا الرجل، وقد يقال إنه سكت عن هذا الرجل لأن المقام مقام تعليم ويكون قوله في الأحاديث الأخرى مما خرج على أصحابه وهم يقرأون ويجهرون قال : ( لا يجهر بعضهم على بعض أو لا يؤذين بعضكم بعضا في القراءة ) فينزل كل واحد من هذا على حال من الأحوال.
وفي قوله : ( ربنا ولك الحمد ) إثبات الواو وحذف اللهم.
وفيه أيضا أن الحمد المبارك فيه يعني كثير الثواب. وفيه أيضا أن الملائكة يبتدأون كتابة الحسنات كما جاء في هذا الحديث أنه رأى بضعا وثلاين ملكا، والبضع يكون من ثلاثة إلى تسعة، كلهم ابتدرها يكتبها الأول، وهل يدل هذا على أن جميعهم يكتبونها أو أن من كتبها أولا اكتفي به ؟ يحتمل الله أعلم، هل المسابقة بكتابتها دون الآخرين أو المسابقة للسبق لكتابتها.