قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ حفظ
" قراءة من فتح الباري لابن حجر "
القارئ : واستشكل إيراد هذا الأثر في هذه الترجمة، وأجاب الزين بن المنير بما حاصله: أنه لما ذكر صفة الهوي إلى السجود القولية أردفها بصفته الفعلية.
وقال أخوه: أراد بالترجمة وصف حال الهوي من فعال ومقال اه
والذي يظهر أن أثر ابن عمر من جملة الترجمة فهو مترجم به لا مترجم له، والترجمة قد تكون مفسرة لمجمل الحديث وهذا منها، وهذه من المسائل المختلف فيها، قال مالك هذه الصفة أحسن في خشوع الصلاة وبه قال الأوزاعي، وفيه حديث عن أبي هريرة رواه أصحاب السنن، وعورض بحديث عنه أخرجه الطحاوي، وقد روى الأثرم حديث أبي هريرة : ( إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك بروك الفحل ) ولكن إسناده ضعيف.
وعند الحنفية والشافعية: الأفضل أن يضع ركبتيه ثم يديه، وفيه حديث في السنن أيضا عن وائل بن حجر.
قال الخطابي: هذا أصح من حديث أبي هريرة، ومن ثم قال النووي: لا يظهر ترجيح أحد المذهبين على الآخر من حيث السنة. انتهى. وعن مالك وأحمد رواية بالتخيير، وادعى بن خزيمة أن حديث أبي هريرة منسوخ بحديث سعد قال: " كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا بالركبتين قبل اليدين " وهذا لو صح لكان قاطعا للنزاع، لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه وهما ضعيفان.
وقال الطحاوي: مقتضى تأخير وضع الرأس عنهما في الانحطاط ورفعه قبلهما أن يتأخر وضع اليدين عن الركبتين لاتفاقهم على تقديم اليدين عليهما في الرفع.
وأبدى الزين بن المنير لتقديم اليدين مناسبة وهي أن يلقى الأرض عن جبهته ويعتصم بتقديمهما على إيلام ركبتيه إذا جثا عليهما، والله أعلم.
الشيخ : هذه مناسبة غريبة، الواحد مورايح يضرب على الأرض، ثم لو فرض الاتقاء لكان الاتقاء بتقديم الركبتين أولى، لأنه ينزل شيئا فشيئا، لكن ما رأيكم في رجل في ركبتيه ألم لا يستطيع أن يقدم الركبتين هل يقدم اليدين ؟ نعم، يقدم اليدين، ولعل ابن عمر رضي الله عنهما كان يقدم اليدين لهذا السبب كما قلت لكم إنه كان يجلس متربعا فقال له أحد أبنائه ما أدري سالم أو بلال: كيف تجلس هذا الجلوس قال : " إن رجلاي لا تقلاني " فالحاصل أن أصح الأقوال أنه يقدم الركبتين على اليدين.
القارئ : تنزيل الركبتين أسمح وأسهل حتى إن شخصا يصلي بالناس ونزل على يديه وكان يكبر للهوي في السجود إذا نزل يقول الله أكبر بحكم الاندفاع يزيد في الصوت.
الشيخ : الغريب أن بعض الطلبة الحريصين المتمسكين على السنة ما يقدم اليدين هكذا يخليهم مع الركب ثم يسحهم سح كذا، وهذه صفة ما قال بها أحد، لا الأحاديث ولا العلماء، الحمد لله إذا فهم المعنى زال الإشكال، وأما كون أحافظ على أني أنزل يدي وركبتي جميع ثم يسح، هذا ما هو صحيح.