الفوائد مع الشرح حفظ
الشيخ : في هذا الحديث من الفوائد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ينسى لأنه بشر، وليس ينسى لأنه ينسّى، ولكنه ينسى لأنه بشر، لأنه صرح هو صلوات الله وسلامه عليه بأنه بشر ينسى كما ننسى فقال : ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ).
وفيه دليل على أن من قام عن التشهد الأول لا يرجع إليه، لأنهم سبحوا به الصحابة سبحوا به لما قام ولم يجلس، ولكنه لم يرجع، لأنه استتم قائما، وإذا استمم الإنسان قائما تاركا التشهد الأول فإنه لا يرجع، لأنه سوف يجبر صلاته بسجود السهو.
وفيه أن من ترك التشهد الأول يسجد للسهو قبل السلام يعني يسجد ويكون سجوده قبل السلام، أما سجوده فلجبر ما نقص من الصلاة، وأما كونه قبل السلام فلئلا ينصرف من صلاته حتى يتم جبرها أي يتم ما نقص منها، وهذه مناسبة واضحة.
وهل يجب أن يكون السجود قبل السلام ؟ قال شيخ الإسلام: نعم يجب أن يكون السجود قبل السلام فيما ورد سجوده قبل السلام وأن يكون بعده فيما ورد سجوده بعده، قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد قبل السلام فقد جعل السجود من الصلاة، ومعلوم أن من ترك سجودا في الصلاة فإن صلاته تبطل، وما جعله بعد السلام فإنه إذا سجد قبل أن يسلم فقد زاد في الصلاة فتبطل بزيادته، ولا شك أن قول شيخ الإسلام رحمه الله قوي جدا لكن المشكل العمل به، لأن عامة أئمة المسلمين أعني أئمة المساجد لا يفقهون هذا، بل ينكرون السجود بعد السلام حتى إن بعضهم نسأل الله ولهم الهداية يعلم ان السجود بعد السلام لكن يقول إن سجدت بعد السلام شوشت على الناس، فيقال له أنت تشوش على الناس أول مرة ثاني مرة، لكن دعهم يفقهون منك من لسانك وفعلك، أما أن تقرر عليهم صباحا ومساء بأن السجود يكون قبل السلام في كذا ويكون بعد السلام في كذا ثم تصلي بهم وتخالف، ما الفائدة من العلم؟ ولهذا نقول إنه يشوش عليهم في أول مرة أو ثاني مرة، ثم يعرفون الحكم، ثم ينبغي له أنه إذا أتى بما يخالف ما يعلمون أن يحدثهم بعد الصلاة ويعلمهم حتى يكون على بصيرة ويسلم من ألسنتهم ويطمئنوا على صلاتهم.
طيب، فلو رجع بعد أن استتم قائما؟ نحن قلنا إن الحديث يدل على إنه إذا استتم قائما لا يرجع فلو رجع قال العلماء: إن تعمد بطلت صلاته إلا أن يكون جاهلا، وإن لم يتعمد أو كان جاهلا لم تبطل.
طيب، وهل مثل ذلك إن قام إلى ركعة زائدة فإننا نقول له إن استتممت قائما فلا تجلس أم ماذا ؟ لا نقول يجب أن ترجع حتى لو قرأت الفاتحة حتى لو ركعت وعرفت أنك زدت بعد الرفع من الركوع فارجع.
طيب، هل مثل ذلك لو ترك سجدة من السجود ؟ قام من السجدة الأول هل نقول إذا استتم قائما لا يرجع ؟ هنا يرجع وجوبا ما لم يصل إلى المكان الذي سها فيه، فمثلا لو أنه قام عن السجدة الثانية وذكر بعد أن ركع، ذكر بعد الركوع، ماذا نقول له ؟ ارجع واجلس بين السجدتين ثم اسجد لأن كل الذي عملته الآن في غير محله، الذي عمتله الآن في غير محله، لأن الصلاة لا بد فيها من الترتيب، وهو الآن قام قبل أن يسجد السجدة الثانية، فيرجع ويجلس بين السجدتين إن كان لم يجلس ثم يسجد ثم يقوم ويكمل، فإن لم يذكر إلا بعد أن رفع من السجدة الأولى من الركعة الثانية فهل يجب عليه أن يرجع ؟ لو رجع سيكون في مكانه.