باب : فرض الجمعة . لقول الله تعالى : (( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )) . حفظ
القارئ : باب : فرض الجمعة. لقول الله تعالى : (( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )).
الشيخ : البخاري رحمه الله صحيحه حديث وفقه، ولذلك يترجم ويأتي بالترجمة مطابقة لما يقتضيه الحديث الذي يسوقه، وبهذا يمتاز عن مسلم رحمه الله، ويمتاز مسلم بأنه يجمع الطرق للحديث في مكان واحد فيريح الإنسان، ولكل منهما وجهة النظر.
صدر المؤلف رحمه الله فضل الجمعة بقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )) نودي من المنادي ؟ المؤذن.
وقوله : (( يوم الجمعة )) فيه أن هناك نداء آخر غير يوم الجمعة، وهو النداء للصلوات الخمس كما هو معروف.
(( فاسعوا إلى ذكر الله )) أي: امشوا، والسعي هنا المراد به المشي وليس المراد به الركض، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن السعي لمن مشى إلى الصلاة، والسعي يطلق على مجرد العمل كما في قوله تعالى : (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها )) مو معناها ركض لها.
وقوله : (( إلى ذكر الله )) يفيد أن الخطبة من ذكر الله، ونستفيد من هذا فائدة مهمة، وهي أن العلم تعليمه وتعلمه من ذكر الله، لأن الخطبة ما هي إلا تعليم للعلم وتعلم له.
وقوله : (( ذروا البيع )) اتركوه اتركوا البيع، وإنما نص على البيع لأنه هو الذي يقع كثيرا، فهل مثله بقية العقود ؟ قال بعض أهل العلم: إن ما كان مشابها للبيع من كونه معاوضة فهو مثله، وعلى هذا فيجب ترك التأجير، لأن التأجير بيع منفعة في الواقع، وما أشبه ذلك.
وأما الهبة فلا بأس بها، عقد النكاح لا بأس به، وما أشبه ذلك.
ولكن الصواب أنه يجب ترك جميع ما يشغل عن السعي إلى ذكر الله، كل ما يشغل من هبة أو عقد نكاح أو رهن او ارتهان أو غير ذلك، وأما النص على البيع فلأنه الغالب.
وقوله : (( ذلكم خير لكم )) ذلكم أي: سعيكم إلى ذكر الله وترك البيع خير لكم، منين ؟ من بقائكم في البيع والشراء.
وقوله : (( إن كنتم تعلمون )) هذه جملة مستقلة، لا ينبغي للقارئ أن يصلها بما قبلها، بل يقف، ذلكم خير لكم، لأنك إذا وصلت وقلت (( ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )) صار كونه خيرا لنا مقيدا بماذا ؟ بما إذا كنا نعلم، وليس كذلك الأمر، ولكن المعنى إن كنتم تعلمون، أي: إن كنتم من ذوي العلم فاعلموا ذلك، وهذه تقع في القرآن كثيرا، تأتي الجملة الشرطية فبعض الناس يصلها بما قبلها ربما غفلة أو ربما جهل، لكن إذا جاء مثل ذلك فقف، ثم استأنف فقل : (( إن كنتم تعلمون ))، ومثل ذلك قوله تعالى : (( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )) فالذي يصل هذا يغير المعنى وصلا، لأنه لو قال (( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )) أنهم لا يرونها إلا إذا علموا علم اليقين، وليس كذلك، ولهذا يقف الإنسان (( كلا لو تعلمون علم اليقين )) ثم يقرأ : (( لترون الجحيم )) لأن جملة لترون الجحيم جملة مستقلة.
الشيخ : البخاري رحمه الله صحيحه حديث وفقه، ولذلك يترجم ويأتي بالترجمة مطابقة لما يقتضيه الحديث الذي يسوقه، وبهذا يمتاز عن مسلم رحمه الله، ويمتاز مسلم بأنه يجمع الطرق للحديث في مكان واحد فيريح الإنسان، ولكل منهما وجهة النظر.
صدر المؤلف رحمه الله فضل الجمعة بقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )) نودي من المنادي ؟ المؤذن.
وقوله : (( يوم الجمعة )) فيه أن هناك نداء آخر غير يوم الجمعة، وهو النداء للصلوات الخمس كما هو معروف.
(( فاسعوا إلى ذكر الله )) أي: امشوا، والسعي هنا المراد به المشي وليس المراد به الركض، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن السعي لمن مشى إلى الصلاة، والسعي يطلق على مجرد العمل كما في قوله تعالى : (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها )) مو معناها ركض لها.
وقوله : (( إلى ذكر الله )) يفيد أن الخطبة من ذكر الله، ونستفيد من هذا فائدة مهمة، وهي أن العلم تعليمه وتعلمه من ذكر الله، لأن الخطبة ما هي إلا تعليم للعلم وتعلم له.
وقوله : (( ذروا البيع )) اتركوه اتركوا البيع، وإنما نص على البيع لأنه هو الذي يقع كثيرا، فهل مثله بقية العقود ؟ قال بعض أهل العلم: إن ما كان مشابها للبيع من كونه معاوضة فهو مثله، وعلى هذا فيجب ترك التأجير، لأن التأجير بيع منفعة في الواقع، وما أشبه ذلك.
وأما الهبة فلا بأس بها، عقد النكاح لا بأس به، وما أشبه ذلك.
ولكن الصواب أنه يجب ترك جميع ما يشغل عن السعي إلى ذكر الله، كل ما يشغل من هبة أو عقد نكاح أو رهن او ارتهان أو غير ذلك، وأما النص على البيع فلأنه الغالب.
وقوله : (( ذلكم خير لكم )) ذلكم أي: سعيكم إلى ذكر الله وترك البيع خير لكم، منين ؟ من بقائكم في البيع والشراء.
وقوله : (( إن كنتم تعلمون )) هذه جملة مستقلة، لا ينبغي للقارئ أن يصلها بما قبلها، بل يقف، ذلكم خير لكم، لأنك إذا وصلت وقلت (( ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )) صار كونه خيرا لنا مقيدا بماذا ؟ بما إذا كنا نعلم، وليس كذلك الأمر، ولكن المعنى إن كنتم تعلمون، أي: إن كنتم من ذوي العلم فاعلموا ذلك، وهذه تقع في القرآن كثيرا، تأتي الجملة الشرطية فبعض الناس يصلها بما قبلها ربما غفلة أو ربما جهل، لكن إذا جاء مثل ذلك فقف، ثم استأنف فقل : (( إن كنتم تعلمون ))، ومثل ذلك قوله تعالى : (( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )) فالذي يصل هذا يغير المعنى وصلا، لأنه لو قال (( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )) أنهم لا يرونها إلا إذا علموا علم اليقين، وليس كذلك، ولهذا يقف الإنسان (( كلا لو تعلمون علم اليقين )) ثم يقرأ : (( لترون الجحيم )) لأن جملة لترون الجحيم جملة مستقلة.