حدثنا إسماعيل قال حدثني سليمان بن بلال قال قال هشام بن عروة أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت ( دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه فقصمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستسند إلى صدري ) حفظ
القارئ : حدثنا إسماعيل ، حدثني سليمان بن بلال قال: قال هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: له أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه فقصمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستسند إلى صدري ).
الشيخ : " من تسوك بسواك غيره "يعني: هل يجوز أو لا يجوز ؟ والصواب: أنه يجوز ما لم يكن في الغير أمراض يخشى من انتقالها إلى الآخر، فهنا لا يتسوك، وأما إذا كان صاحب السواك نزيها ليس فيه مرض فلا بأس أن يتسوك، لكن ظاهر الحديث كما سنذكره أنه إذا أراد أن يتسوك بسواك غيره أنه يكسر الشعر والشعث الذي في السواك، ثم يقضمه من جديد حتى يكون صالحا للتسوك به.
فلننظر دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد احتضر حضر أجله صلوات الله وسلامه عليه، فلما دخل عبد الرحمن مد النبي صلى الله عليه وسلم إليه بصره ينظر إلى السواك لكن لم يتكلم قالت عائشة : ( فعرفت أنه يحب السواك ) يعني تعرف نفسية النبي صلى الله عليه وسلم إذ أنها عشيرته رضي الله عنها فقلت : ( آخذه لك ؟ فأشار برأسه نعم فأخذته وقضمته ) أي: قطعته كل السواك ؟ لا، الظاهر أنها قطعت ما استعمل من السواك، وهو الشعيرات التي تكون على رأس السواك.
ثم تقول : ( ثم مضغته ) يعني: علكته ليلين وتخرج شعرات أخرى جديدة.
تقول: ( فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به ) تسوك.
قالت : الحديث المطول البخاري اختصره هنا قالت : ( فاستن به استنانا ما رأيته استن استنانا أحسن منه ) بالغ ونظف حتى يخرج من الدنيا وقد طيب فمه عليه الصلاة والسلام.
من المعلوم أنها لما قصمته ومضغته سيبتل بريقها رضي الله عنها، فاستاك به النبي صلى الله عليه وسلم فكان آخر ما طعم الرسول عليه الصلاة والسلام من هذه الدنيا ما هو؟ ريق عائشة رضي الله عنها، ومات في بيتها، ومات في يومها، ومات في حجرها، بين الحاقنة والداقنة، كل هذا مما يدل على كرامة الله تعالى لهذه المرأة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهو دليل على فضلها وأن ما وقع منها مما وقع في وقعة الجمل مغفور لها لسواقبها وفضائلها رضي الله عنها، وهي كغيرها من الناس تجتهد وتخطئ وتصيب.
وفيه دليل على أنه ينبغي للمحتضر إن كان معه وعي أن يستن اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم لأن الرسول أحب هذا وطلبه ... عائشة رضي الله عنها.
فتح الباري الأول إيش قال؟
الشيخ : " من تسوك بسواك غيره "يعني: هل يجوز أو لا يجوز ؟ والصواب: أنه يجوز ما لم يكن في الغير أمراض يخشى من انتقالها إلى الآخر، فهنا لا يتسوك، وأما إذا كان صاحب السواك نزيها ليس فيه مرض فلا بأس أن يتسوك، لكن ظاهر الحديث كما سنذكره أنه إذا أراد أن يتسوك بسواك غيره أنه يكسر الشعر والشعث الذي في السواك، ثم يقضمه من جديد حتى يكون صالحا للتسوك به.
فلننظر دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد احتضر حضر أجله صلوات الله وسلامه عليه، فلما دخل عبد الرحمن مد النبي صلى الله عليه وسلم إليه بصره ينظر إلى السواك لكن لم يتكلم قالت عائشة : ( فعرفت أنه يحب السواك ) يعني تعرف نفسية النبي صلى الله عليه وسلم إذ أنها عشيرته رضي الله عنها فقلت : ( آخذه لك ؟ فأشار برأسه نعم فأخذته وقضمته ) أي: قطعته كل السواك ؟ لا، الظاهر أنها قطعت ما استعمل من السواك، وهو الشعيرات التي تكون على رأس السواك.
ثم تقول : ( ثم مضغته ) يعني: علكته ليلين وتخرج شعرات أخرى جديدة.
تقول: ( فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به ) تسوك.
قالت : الحديث المطول البخاري اختصره هنا قالت : ( فاستن به استنانا ما رأيته استن استنانا أحسن منه ) بالغ ونظف حتى يخرج من الدنيا وقد طيب فمه عليه الصلاة والسلام.
من المعلوم أنها لما قصمته ومضغته سيبتل بريقها رضي الله عنها، فاستاك به النبي صلى الله عليه وسلم فكان آخر ما طعم الرسول عليه الصلاة والسلام من هذه الدنيا ما هو؟ ريق عائشة رضي الله عنها، ومات في بيتها، ومات في يومها، ومات في حجرها، بين الحاقنة والداقنة، كل هذا مما يدل على كرامة الله تعالى لهذه المرأة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهو دليل على فضلها وأن ما وقع منها مما وقع في وقعة الجمل مغفور لها لسواقبها وفضائلها رضي الله عنها، وهي كغيرها من الناس تجتهد وتخطئ وتصيب.
وفيه دليل على أنه ينبغي للمحتضر إن كان معه وعي أن يستن اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم لأن الرسول أحب هذا وطلبه ... عائشة رضي الله عنها.
فتح الباري الأول إيش قال؟