بعض الناس يوم الجمعة لا يكتفون بالمرور بين الصفوف فقط بل أكثر من ذلك ويكون عليه مشلح ويصيب الناس به ولا يهتم ؟ حفظ
السائل : بعض الناس يوم الجمعة لا يكتفون بالمرور بين الصفوف فقط بل أكثر من ذلك يصير على الواحد منهم مشلح ثم يرسل المشلح ... يخليه فينسف شماغ هذا وغترة هذا، المشلح حينما يمر بين أكتاف الناس وهذا.
الشيخ : أظن ما أسقط أبا سليمان على هناة، إلى هذا الحد حاط في بالك؟ يعني تقول المشلح تقول كذا تلط الناس.
السائل : نشوفهم ... لكن يترك المشلح المشلح طويل ...
الشيخ : على كل حال الإنسان ينبغي أن يتلطف مع إخوانه، وهو إذا فعل هذا طابت نفوسهم.
القارئ : وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
قال الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى
باب : لا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة ويقعد في مكانه.
حدثنا محمد هو ابن سلام ، أخبرنا مخلد بن يزيد ، أخبرنا ابن جريج قال سمعت نافعاً يقول: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم الرجل أخاه من مقعده ويجلس فيه ) قلت لنافع الجمعة؟ قال : الجمعة وغيرها.
الشيخ : وعلى هذا فيكون تبويب البخاري رحمه الله أخص مما جاء عن نافع.
والصواب العموم يقول ابن عمر : ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم الرجل أخاه من مقعده ويجلس فيه ) وظاهر الحديث أن هذا في المجالس العامة غير المساجد وفي المساجد أيضا، لما في ذلك من العدوان والإعجاب بالنفس وإلقاء الحقد والبغضاء بين الرجل الذي يقيم والذي أقام.
وظاهر النهي التحريم، وهو كذلك، فيحرم على الإنسان أن يقيم غيره من مكانه ويجلس فيه، لأن ذلك عدوان وظلم وسبب للعداوة والبغضاء والحقد والإحن.
فإن قال قائل إن قوله : ( أن يقيم الرجل أخاه ) يقتضي أن يكون المنع من إقامة الرجل الرجل وأنه لو أقام الرجل صبيا فلا بأس؟
قلنا: قال بذلك بعض العلماء رحمهم الله وفعله أيضا بعض الصحابة بناء على قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليلني منكم أولو الأحلام والنهى )، ولكن الصواب خلاف ذلك، وأنه لا يجوز أن يقيم الصبي إلا من كان فيه مفسدة من عبث أو صوت أو شبه ذلك فيقام، أما إذا كان الصبي مراهقا وقريبا من البلوغ فإننا لا نقيمه، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ليلني منكم ) معناه أمر ذوي الأحلام والنهى أن يتقدموا، هو لم يقل لا يلني إلا هؤلاء، لو قال لا يلني قلنا نعم الرسول نهى أن يليه إلا أصحاب الأحلام والنهى، لكن قال: ليلني إشارة إلى أنه ينبغي لذوي الأحلام والنهى أن يتقدموا فيكونوا على ولاء النبي صلى الله عليه وسلم من أجل أن يتعلموا ويفقهوا، لأن الصغار أو المجانين لا يفقهون، وإقامة الصبي من مكانه في المسجد فيها الحقيقة ضرر لا ينسى، الصبي لا ينسى، لو أن أحدا من الناس وأنت مثلا لك عشرة سنوات أو اثنتي عشرة سنة أقامك روح هناك، نعم، هل تنسى هذا؟ ما أظنك تنسى، ما ينساها الإنسان، ولا ينساى الذي أقامه، يكون دائما على باله، وإذا ذكر عنده مجته نفسه، وهذا من الأمور التي يحاربها الإسلام.
ثم إن فيه مضرة أخرى وهي تنفير هذا الصبي عن المسجد إذا كان مسكين إذا جاء متقدما وجلس يقرأ القرآن وله 12 سنة أو 10 سنوات يجي واحد يقول قم روح هناك، هذا تنفير، ففيه مضرة، ثم إذا قلنا أخروا الصبيان اجعلوهم وراء أخرناهم للصف الثاني، جاء أناس في الصف الثاني قلنا أخروهم للثالث ثم اجتمع الصبيان في صف واحد ماذا يكون ؟ يكون عبث تشويش على الناس، لكن إذا كانوا بين الرجال صار أهون وأضبط.
فالصواب أنه لا يجوز إقامة الإنسان من مكانه إلا إذا حصل منه أذى فيقام دفعا لأذيته.
وفي قول الرسول: ( أن يقيم الرجل أخاه ) كلمة أخاه تقتضي العطف والحنو على أخيه.
ففي هذا استعمال ألفاظ التي يحصل بها من المقصود أكثر مما لو استعمل غيرها، نعم.
الشرح الفتح الأول؟