حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال حدثنا جويرية عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من الأحزاب ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم بل نصلي لم يرد منا ذلك فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم ) حفظ
القارئ : باب :
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، حدثنا جويرية، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من الأحزاب : ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال: بعضهم لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي، لم يرد منا ذلك، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم ).
الشيخ : من المعلوم أن الأحزاب كانت في شوال من السنة الخامسة للهجرة، لأنه تحزب من قريش وغير قريش على النبي صلى الله عليه وسلم ما بلغ 10 آلاف مقاتل، فحاصروا المدينة، والقصة مشهورة، وأرسل الله عليهم الريح ففرقتهم.
وفي هذه الغزوة من الآيات للنبي صلى الله عليه وسلم أشياء كثيرة، منها : أن الرسول عليه الصلاة والسلام طلب من أصحابه من يذهب إليهم أي إلى الأحزاب وكانت الريح شديدة باردة يذهب إليهم يسأل يعني ينظر ما حالهم، ولكن لم يقم أحد كل واحد خائف لأن الريح شديدة وباردة والعدو كثير، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نص على حذيفة بن اليمان، وقال ( قم يا حذيفة ) قال: فلم يكن بد من القيام لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرني، كان بالأول القيام فرض كفاية الآن أصبح فرض عين فقام، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى القوم وينظر في أمرهم ونهاه أن يرمي سهما واحدا، ذهب إليهم مع هذه الريح الشديدة يقول ذهبت حتى كأني في تنور، يعني الله عز وجل حماه من برودة الجو ومن الريح حتى وصل إلى هناك، يقول فكان أبو سفيان وهو في ذلك الوقت كبير القوم كان يتجول فيهم، وكانت الريح لا تدع لهم قدرا إلا قلبته ولا خيمة إلا أسقطتها، وهو يتجول فيهم معروف، يقول كان يسهل علي جدا أن أرميه وأقتله لكني ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم، فجلست إلى قوم فقال أبو سفيان لينظر كل واحد منكم جليسه، فبادرت أنا وقلت لجليسي: من أنت؟ قال: أنا فلان، لأنه جليسه لو بادر مشكلة، فعرف أحوال القوم وأنهم على كل حال قد زلزلوا وسوف يذهبون فرجع للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في أدفأ ما يكون فوجد النبي صلى الله عليه وسلم يصلي يقول: فلما وصل إلى الرسول يقول لما وصلت إلى الرسول أحسست بالبرد، الله أكبر فجعل النبي صلى الله عليه وسلم من ردائه علي، فهذه من آيات الله.
وفيها آيات كثيرة في هذه الغزوة، لو لم يكن منها إلا ان الله سلط عليهم الريح الشرقية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) عاد سلط الله عليهم الريح الغربية، وهؤلاء سلط الله عليهم الريح الشرقية، حتى ذهبوا، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الغزوة وكان ممن مالأ قريشا على هذا بنو قريظة، آخر قبيلة من قبائل اليهود، خانوا وغدروا، فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت ووضع اللأمة جاءه جبريل وقال اخرج إلى هؤلاء يعني بني قريظة، فندب أصحابه وقال : ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ) أراد بذلك استعجالهم وحثهم، فخرجوا وأردكتهم العصر، فمنهم من صلى وقال إن الرسول لم يرد منا ألا نصلي إلا هناك بل أراد منا الاستعجال والحث، وقال آخرون: لا ندري الرسول قال لا تصلون إلا هناك فلعله نزل عليه الوحي أو بسبب من الأسباب، المهم كل واحد منهم تأول ولم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدا منهم وهكذا دأب الرسول عليه الصلاة والسلام أن الإنسان إذا فعل الشيء متأولا لم يعنفه ولو خالف فيه لأن المتأول معذور، إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر، المتأول معذور، ولهذا كان من شروط التكفير بما يكفر أن يكون الفاعل أو القائل إيش؟ غير متأول، فإن تأول فلا كفر، وهذه قاعدة ينبغي أن نعرفها: أن المتأول إذا كان يسوغ تأويله فإنه لا يؤاخذ به، وانظر إلى الرجلين الذين بعثهما الرسول عليه الصلاة والسلام في حاجة فلم يجدا الماء فتيمما وصليا ثم وجدا الماء قبل أن يخرج الوقت، فأحدهما توضأ وأعاد الصلاة، والثاني لم يتوضأ ولم يعد الصلاة، فقال للذي توضأ وأعاد الصلاة ( لك الأجر مرتين ) لأنه صلى صلاتين يعتقد أنهما واجبتان فكان له الأجر مرتين بناء على تأويله، وقال للثاني ( أصبت السنة ) فأرضى كل واحد منهما عليه الصلاة والسلام، ونحن نعلم علم اليقين أنه بعد العلم بالسنة لو أن إنسانا صلى مرة بعد أن وجد الماء لم يكن له أجر لأنه خالف السنة.
فالمهم هذه قاعدة ينبغي لنا أن نسلكها، لا بالنسبة لحق الله لا بالنسبة لحق المخلوق، حتى المخلوق لو أساء إلينا إساءة يظن أنه محسن فيك فلا تعنفه لأنه محسن، نعم والإنسان بشر قد يفعل شيئا لا يناسب، ولكنه يظنه إحسانا فلا تعنفه هذا هدي النبي عليه الصلاة والسلام، لو أننا سلكناه مع الناس في حق الله، ومع الناس في معاملة الناس لحصلنا على خير كثير، لكن الإنسان قد تأخذه الغيرة والعجلة والانتصار للنفس فلا يتمكن من أن يعامل هذه المعاملة.
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، حدثنا جويرية، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من الأحزاب : ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال: بعضهم لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي، لم يرد منا ذلك، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم ).
الشيخ : من المعلوم أن الأحزاب كانت في شوال من السنة الخامسة للهجرة، لأنه تحزب من قريش وغير قريش على النبي صلى الله عليه وسلم ما بلغ 10 آلاف مقاتل، فحاصروا المدينة، والقصة مشهورة، وأرسل الله عليهم الريح ففرقتهم.
وفي هذه الغزوة من الآيات للنبي صلى الله عليه وسلم أشياء كثيرة، منها : أن الرسول عليه الصلاة والسلام طلب من أصحابه من يذهب إليهم أي إلى الأحزاب وكانت الريح شديدة باردة يذهب إليهم يسأل يعني ينظر ما حالهم، ولكن لم يقم أحد كل واحد خائف لأن الريح شديدة وباردة والعدو كثير، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نص على حذيفة بن اليمان، وقال ( قم يا حذيفة ) قال: فلم يكن بد من القيام لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرني، كان بالأول القيام فرض كفاية الآن أصبح فرض عين فقام، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى القوم وينظر في أمرهم ونهاه أن يرمي سهما واحدا، ذهب إليهم مع هذه الريح الشديدة يقول ذهبت حتى كأني في تنور، يعني الله عز وجل حماه من برودة الجو ومن الريح حتى وصل إلى هناك، يقول فكان أبو سفيان وهو في ذلك الوقت كبير القوم كان يتجول فيهم، وكانت الريح لا تدع لهم قدرا إلا قلبته ولا خيمة إلا أسقطتها، وهو يتجول فيهم معروف، يقول كان يسهل علي جدا أن أرميه وأقتله لكني ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم، فجلست إلى قوم فقال أبو سفيان لينظر كل واحد منكم جليسه، فبادرت أنا وقلت لجليسي: من أنت؟ قال: أنا فلان، لأنه جليسه لو بادر مشكلة، فعرف أحوال القوم وأنهم على كل حال قد زلزلوا وسوف يذهبون فرجع للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في أدفأ ما يكون فوجد النبي صلى الله عليه وسلم يصلي يقول: فلما وصل إلى الرسول يقول لما وصلت إلى الرسول أحسست بالبرد، الله أكبر فجعل النبي صلى الله عليه وسلم من ردائه علي، فهذه من آيات الله.
وفيها آيات كثيرة في هذه الغزوة، لو لم يكن منها إلا ان الله سلط عليهم الريح الشرقية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) عاد سلط الله عليهم الريح الغربية، وهؤلاء سلط الله عليهم الريح الشرقية، حتى ذهبوا، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الغزوة وكان ممن مالأ قريشا على هذا بنو قريظة، آخر قبيلة من قبائل اليهود، خانوا وغدروا، فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت ووضع اللأمة جاءه جبريل وقال اخرج إلى هؤلاء يعني بني قريظة، فندب أصحابه وقال : ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ) أراد بذلك استعجالهم وحثهم، فخرجوا وأردكتهم العصر، فمنهم من صلى وقال إن الرسول لم يرد منا ألا نصلي إلا هناك بل أراد منا الاستعجال والحث، وقال آخرون: لا ندري الرسول قال لا تصلون إلا هناك فلعله نزل عليه الوحي أو بسبب من الأسباب، المهم كل واحد منهم تأول ولم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدا منهم وهكذا دأب الرسول عليه الصلاة والسلام أن الإنسان إذا فعل الشيء متأولا لم يعنفه ولو خالف فيه لأن المتأول معذور، إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر، المتأول معذور، ولهذا كان من شروط التكفير بما يكفر أن يكون الفاعل أو القائل إيش؟ غير متأول، فإن تأول فلا كفر، وهذه قاعدة ينبغي أن نعرفها: أن المتأول إذا كان يسوغ تأويله فإنه لا يؤاخذ به، وانظر إلى الرجلين الذين بعثهما الرسول عليه الصلاة والسلام في حاجة فلم يجدا الماء فتيمما وصليا ثم وجدا الماء قبل أن يخرج الوقت، فأحدهما توضأ وأعاد الصلاة، والثاني لم يتوضأ ولم يعد الصلاة، فقال للذي توضأ وأعاد الصلاة ( لك الأجر مرتين ) لأنه صلى صلاتين يعتقد أنهما واجبتان فكان له الأجر مرتين بناء على تأويله، وقال للثاني ( أصبت السنة ) فأرضى كل واحد منهما عليه الصلاة والسلام، ونحن نعلم علم اليقين أنه بعد العلم بالسنة لو أن إنسانا صلى مرة بعد أن وجد الماء لم يكن له أجر لأنه خالف السنة.
فالمهم هذه قاعدة ينبغي لنا أن نسلكها، لا بالنسبة لحق الله لا بالنسبة لحق المخلوق، حتى المخلوق لو أساء إلينا إساءة يظن أنه محسن فيك فلا تعنفه لأنه محسن، نعم والإنسان بشر قد يفعل شيئا لا يناسب، ولكنه يظنه إحسانا فلا تعنفه هذا هدي النبي عليه الصلاة والسلام، لو أننا سلكناه مع الناس في حق الله، ومع الناس في معاملة الناس لحصلنا على خير كثير، لكن الإنسان قد تأخذه الغيرة والعجلة والانتصار للنفس فلا يتمكن من أن يعامل هذه المعاملة.