حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب وثابت البناني عن أنس بن مالك ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بغلس ثم ركب فقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فخرجوا يسعون في السكك ويقولون محمد والخميس قال والخميس الجيش فظهر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل المقاتلة وسبى الذراري فصارت صفية لدحية الكلبي وصارت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تزوجها وجعل صداقها عتقها ) فقال عبد العزيز لثابت يا أبا محمد أنت سألت أنس بن مالك ما أمهرها قال أمهرها نفسها فتبسم حفظ
القارئ : حدثنا مسدد ، حدثنا حماد عن عبد العزيز.
الشيخ : قصده بهذا الصلاة عند الإغارة والحرب أن يقدم الصلاة على الإغارة والحرب وأن يبكر بها في أول وقتها، فهذا في الجهاد أن تبكر بالصلاة من أجل الإغارة، وفي الحج بكر النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الفجر صبيحة يوم العيد من أجل أن يتفرغ للدعاء حتى يسفر جدا نعم.
القارئ : حدثنا مسدد، حدثنا حماد عن عبد العزيز بن صهيب وثابت البناني، عن أنس بن مالك : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بغلس، ثم ركب فقال: الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، فخرجوا يسعون في السكك ويقولون: محمد والخميس، قال: والخميس الجيش، فظهر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل المقاتلة وسبى الذراري فصارت صفية لدحية الكلبي وصارت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تزوجها وجعل صداقها عتقها ) فقال عبد العزيز لثابت: يا أبا محمد أنت سألت أنس بن مالك ما أمهرها؟ قال: أمهرها نفسها فتبسم.
الشيخ : خيبر كانت مزارع وحصونا لليهود، وهي تبعد نحو مئة ميل من الشمال الغربي من المدينة، وهي معروفة فتحها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة من الهجرة أو السابعة، ثم إنه عليه الصلاة والسلام حاصرهم، وفي صباح يوم من الأيام صلى الصبح بغلس يعني مبكرا، لأن الغلس اختلاط ضياء الصبح بظلمة الليل، ثم ركب عليه الصلاة والسلام متجها إلى خيبر وكان قد بعث علي بن أبي طالب أيضا فقال ( الله أكبر ) وهنا التبكير يشرع عند العلو المعنوي والعلو الحسي، العلو الحسي أن الإنسان المسافر كلما صعد نشزا فإنه يكبر ومن ذلك إذا استقلت الطائرة من المطار يكبر لأن استقلالها يعني أنها ارتفعت، كما أنها إذا هبطت عند النزول في المطار فإنك تسبح.
المهم أن الرسول قال ( الله أكبر ) هنا هل علا نشرا ؟ لا، هذا العلو المعنوي، إشارة إلى أننا سنغلب هؤلاء ونعلو عليهم، ولهذا قال : ( الله أكبر خربت خيبر ) خربت خيبر بالنسبة لأهلها وإلا قد بقيت وانتفع منها المسلمون انتفاعا عظيما.
( إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ) الله أكبر، إنا معشر المسلمين المؤمنين الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا إذا نزلوا بساحة قوم أي بما يقرب منهم فساء صباح المنذرين، ونريد أن نتقدم في هذا الصباح حتى ننزل بساحتهم حتى يستحقوا هذا الوصف.
ركب دخل خيبر فتحها، فجعل هؤلاء اليهود يسعون في السكك يعني في الطرقات كالجرذان يقولون: محمد والخميس، والخميس تروى بالرفع وبالنصب على أن الواو للمعية، والخميس هم الجيش، حتى تم الفتح والحمد لله وظهر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقتل المقاتلة وسبى الذراري يعني النساء والصغار، فصارت صفية بنت حيي، وحيي هو سيد بني النضير خرج من المدينة إلى خيبر، فصارت صفية لدحية الكلبي، ثم صارت للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لكرمه ومراعاته للنفوس لم يتخذها سرية، بل اتخذها زوجة، تزوجها وجعل عتقها صداقها عليه الصلاة والسلام.