فوائد حديث وتر النبي صلى الله عليه وسلم في سفره . حفظ
الشيخ : يدل على أنه يصلي الصلاة من أولها إلى آخرها حتى في تكبيرة الإحرام يكون حيث كان وجهه، لكن قد ورد في السنن أنه استقبل القبلة حين أراد أن يكبر تكبيرة الإحرام، وهذا سنة إن تيسر وإن لم يتيسر فلا بأس.
فإن قال قائل: أرأيتم الصلاة صلاة الفريضة لو صلى على راحلته هل يجزئ؟ فالجواب لا، لا يجزئه إلا في حال الضرورة، والضرورة هي أن تكون السماء تمطر والأرض تسيل، فهنا لا يتمكن من النزول لو نزل يصلي على الأرض لم يتمكن، فيجوز في هذه الحال للضرورة أن يصلي على بعيره، ولكن هنا يقف لا يسير يقف ويتجه للقبلة ويومئ بالركوع والسجود بخلاف النافلة.
فإن قال قائل: ما الحكمة في أن الشرع فرق بينهما ؟ قلنا الحكمة في ذلك لئلا يثقل التطوع على العباد، فسهل لهم فيه حتى لا يقول قائل: إنه لو نزل يصلي لتعوق سيره، فيقال الأمر والحمد لله واسع.
وقوله : نعم ( صلاة الليل إلا الفرائض ) في بعض ألفاظ الحديث على غير هذا السياق ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته حيث توجهت به غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة ) وهذا يدل على أن ما ثبت في النفل ثبت في الفريضة إلا بدليل.
الآن ليس هناك رواحل إلا الطائرات والسيارات والسفن، فهل يجوز أن يصلي على هذه الرواحل المركوبة ؟ نقول نعم إذا تمكن من فعل ما يجب جاز ذلك، مثلا إذا كان القطار واسع يمكن أن يتجه الإنسان إلى القبلة ويقوم ويركع ويسجد ويفعل كما يفعل أهل الأرض فلا بأس، وكذلك يقال في السفينة، الطائرة كذلك يصلي عليها الفريضة إذا تمكن من استقبال القبلة والركوع والسجود وجميع ما يمكنه في الأرض.
فإن قيل: إن الطائرة ليست مستقرة على الأرض؟ قلنا نعم هي ليست مستقرة على الأرض، لكن الساجد عليها سوف يستقر على أرض الطائرة، وكذلك السفينة يقال فيها ما يقال في الطائرة نعم.