قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ حفظ
القارئ : " قوله باب من تمطر، بتشديد الطاء أي تعرض لوقوع المطر، وتفعل يأتي لمعان أليقها هنا أنه بمعنى مواصلة العمل في مهلة نحو تفكر، ولعله أشار إلى ما أخرجه مسلم من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال : ( حسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر وقال: لأنه حديث عهد بربه ).
قال العلماء: معناه قريب العهد بتكوين ربه، وكأن المصنف أراد أن يبين أن تحادر المطر على لحيته صلى الله عليه وسلم لم يكن اتفاقا، وإنما كان قصدا فلذلك ترجم بقوله من تمطر أي قصد نزول المطر عليه، لأنه لو لم يكن باختياره لنزل عن المنبر أول ما وكف السقف، لكنه تمادى في خطبته حتى كثر نزوله بحيث تحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم "
.
الشيخ : هذا الاحتمال وارد لا شك، لكن يرد عليه شيء آخر احتمال آخر وهو أنه أراد أن يبقى حتى يكمل حديثه وخطبته، وحينئذ لا يكون فيه دليل.
أما حديث مسلم أنه حسر عن ثوبه فهذا شيء آخر.
فتح الباري الأول؟
القارئ : قال ابن رجب رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح البخاري : " وفي الاستدال بهذا الحديث على التمطر نظر، فإن معنى التمطر: أن يقصد المستسقي أو غيره الوقوف في المطر حتى يصيبه، ولم يعلم أن النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قصد الوقوف في ذَلِكَ اليوم على منبره حتَّى يصيبه المطر، فلعله إنما وقف لإتمام الخطبة خاصة ".
الشيخ : ما شاء الله، الحمد لله، وهذا هو الأقرب، وأيضا التمطر يحصل بدون أن يتحادر المطر على اللحية إذا أصاب ما ظهر من رأسه إذا كان عليه عمامة كفى.
طيب إذن التمطر هل هو سنة أو لا ؟ التمطر سنة لا إشكال فيه، لكن حتى يصيب البدن فقط، إذا أصاب البدن حصلت السنة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يحسر عن ثوبه حتى يصيبه المطر ويقول : ( إنه حديث عهد بربه ) وهذا من شدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم لله أن يحب أن يمسه أحدث الأشياء بالخلق، وهو المطر.