فوائد حديث : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته ... ) حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على فوائد منها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحين الحديث بالموعظة عند وجود السبب، لأن الرسول وعظهم بهذه الموعظة بعد أن نزل المطر.
ومن فوائد هذا الحديث إطلاق السماء على المطر لقوله ( على إثر سماء كانت من الليل ) ومنه قول الشاعر :
إذا نزل السماء بأرض قوم. يعني المطر *** رأيناه وإن كانوا غضابا.
ومن فوائده أنه ينبغي للمعلم أن يعرض العلم على السامع بصيغة الاستفهام ليكون ذلك أحضر لقلبه حيث قال : ( هل تدرون ماذا قال ربكم؟ ) ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم لا يعلمون بذلك، لكنه أتى به بصيغة الاستفهام من أجل أن يكون ذلك أنبه لهم.
ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي أن يقول القائل في الشيء لا يعلمه: الله ورسوله أعلم، وهذا في الأمور الشرعية، أما الأمور الكونية فبعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يعلمها، لكن في حياته ربما يعلمها، ولهذا قال الله تعالى : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )).
وقد نبهنا فيما سبق على أن بعض الناس يكتب هذه الآية إذا تم البناء إذا تم العمل الذي يريد أن يعمله وبينا أن هذا غلط عظيم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يراه بلا شك، ولا يصح أن تنزل الآية على غير معناها.
ومن فوائد هذا الحديث أن نسبة النعمة إلى غير مسديها ومجديها كفر بالنعمة لقوله : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ) وذلك بنسبة المطر إلى غير الله عز وجل.
فإن قال قائل: لو قال الشخص مطرنا في نوء كذا أي في هذا الوقت، فهل يدخل في هذا الحديث؟
الجواب: لا، ولهذا قال العلماء يحرم أن يقول مطرنا بنوء كذا ويحل أن يقول في نوء كذا، والفرق بينهما ظاهر، لأن بنوء كذا الباء للسببة والنوء ليس سببا للمطر، بل فضل الله ورحمته السبب، وفي نوء في للظرفية وهو حق، إذا قال مطرنا في النوء الفلاني لا بأس.
ومن فوائد هذا الحديث أن الكافر يكون عبدا لله لكن بالمعنى العام، فإن الخلق كلهم عباد الله، لكن بالمعنى العام كما قال الله تعالى : (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )) نعم .