حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس ) ورواه إبراهيم بن طهمان عن أيوب . حفظ
القارئ : حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم ، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس ) ، ورواه ابن طهمان عن أيوب
الشيخ : كأن البخاري رحمه الله يميل إلى هذا القول ، أي إلى السجود على غير وضوء ، لأنه أولاً استدل بأثر عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، واستدل أيضاً بأن المشرك نجس ليس له وضوء ، أما كون المشرك نجساً ليس له وضوء فهذا صحيح ،كل كافر لا تصح عبادته ، لأن من شرط العبادة الإسلام ، جميع العبادات من شرطها الإسلام ، وأما فعل ابن عمر رضي الله عنهما فهو فعل صحابي ، قد يكون معارضاً بقول صحابي آخر أو بظاهر سنة ، وإذا لم يبق إلا فعل ابن عمر ، فقد يقول قائل : إن هذه قضية عين ، لا ندري لعل ابن عمر ليس عنده ماء ، أو لعله معذور بترك الوضوء ، وليس عنده تراب ، وإن كان هذا أمراً نادراً ، وعلى كل حال فالعلماء مختلفون فيها ، أي في سجدة التلاوة على غير وضوء : منهم من أجازها ، ومنهم من منعها ، والاحتياط أن لا يسجد لا شك ، أن لا يسجد إلا على وضوء ، وقوله في الحديث : ( سجد معه المسلمون والمشركون ) يعني الذين سمعوا ، وقوله : ( الجن والإنس ) أي الذين سمعوا ، لأننا نعلم أن الإنس ليسوا كلهم سجدوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام إذ لم يسمعوه ، فيحمل قوله : ( والجن ) أي الذين سمعوا سجدوا معه ، لأن الجن فيهم المسلمون وفيهم صالحون.