حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا يحيى بن أبي إسحاق قال سمعت أنساً يقول ( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة قلت أقمتم بمكة شيئاً قال أقمنا بها عشراً ) حفظ
القارئ : حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا يحيى بن أبي إسحاق قال سمعت أنساً يقول : ( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة ، فكان يصلي ركعتين ركعتين ، حتى رجعنا إلى المدينة ، قلت : أقمتم بمكة شيئاً ؟ قال : أقمنا بها عشراً )
الشيخ : يعني هذا في حجة الوداع ، وإنما كانت إقامته عشراً ، لأنه قدم في اليوم الرابع ، وخرج في اليوم الرابع عشر، فكانت الإقامة عشراً ،والحديث صريح جداً في أنّ منى وعرفة ومزدلفة داخلة في الإقامة ، وأما من قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم أقام أربعة أيام ، ثم أنشأ السفر من حين أن خرج من مكة إلى منى للحج ، وقيّد المدة التي يقصر فيها بأربعة أيام ، فلا شك في أن قوله تكلف ، وأنه مخالف لما فهمه من ؟
الصحابة ، أنس بن مالك رضي الله عنه ، فأنس بن مالك كلامه هذا صريح في أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم ينو السفر من مكة إلا بعد أن أتم الحج ، ولكن ما ذكرته لكم الآن يتبين لكم كيف يؤدي الاعتقاد بالعالم الفاضل إلى أن يصرف النصوص إلى معنى مستبعد ، والذي حملهم على أن يقولوا : إن الرسول أنشأ السفر للمدينة من حين أن خرج يوم الثامن من مكة هو اعتقادهم أنه لا يجوز إيش ؟ لا يجوز أن يقصر فوق أربعة أيام ، قالوا : ما لنا نتخلص إلا بهذا ، فسبحان الله ، يقال : الغرض الذي جاء إليه الرسول عليه الصلاة والسلام هو الحج ، فكيف تقولون إنه إذا شرع في الغرض ، فمعناه أنه شرع في السفر ؟ لأن هذا هو معنى كلامهم ، أليس الرسول جاء ليحج ؟
الطلاب : بلى .
الشيخ : طيب هل نقول : إنه لما خرج إلى منى ثم عرفة ثم مزدلفة ثم منى هل نقول : إنه الآن من حين أن خرج إلى منى سافر ؟
الطلاب : لا
الشيخ : لا ، بل نقول : كيف تجعلون الغرض الأصلي هو مبتدأ السفر ، مع أن الرسول إنما جاء له ، لكن الذي يحمل على هذا هو الاعتقاد قبل الاستدلال ، أسأل الله أن يعيذني وإياكم من هذه الطريق .
الطلاب : آمين
الشيخ : ولذلك يجب على الإنسان إذا أراد أن ينظر في النصوص ، أن ينظر وقلبه خالٍ ، خالٍ من شيء يرده إلى ، أو نعم ، خالٍ من شيء يحمله إلى أن يحمل النصوص ما لا تتحمل ، أو يصرفها عن ظاهرها ، وهذا أنس بن مالك رضي الله عنه صحابي جليل ، يعرف أحوال النبي عليه الصلاة والسلام وهو من أخص الناس به ، لأنه خادمه يقول : أقمنا بها عشرا ، نعم
الشيخ : يعني هذا في حجة الوداع ، وإنما كانت إقامته عشراً ، لأنه قدم في اليوم الرابع ، وخرج في اليوم الرابع عشر، فكانت الإقامة عشراً ،والحديث صريح جداً في أنّ منى وعرفة ومزدلفة داخلة في الإقامة ، وأما من قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم أقام أربعة أيام ، ثم أنشأ السفر من حين أن خرج من مكة إلى منى للحج ، وقيّد المدة التي يقصر فيها بأربعة أيام ، فلا شك في أن قوله تكلف ، وأنه مخالف لما فهمه من ؟
الصحابة ، أنس بن مالك رضي الله عنه ، فأنس بن مالك كلامه هذا صريح في أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم ينو السفر من مكة إلا بعد أن أتم الحج ، ولكن ما ذكرته لكم الآن يتبين لكم كيف يؤدي الاعتقاد بالعالم الفاضل إلى أن يصرف النصوص إلى معنى مستبعد ، والذي حملهم على أن يقولوا : إن الرسول أنشأ السفر للمدينة من حين أن خرج يوم الثامن من مكة هو اعتقادهم أنه لا يجوز إيش ؟ لا يجوز أن يقصر فوق أربعة أيام ، قالوا : ما لنا نتخلص إلا بهذا ، فسبحان الله ، يقال : الغرض الذي جاء إليه الرسول عليه الصلاة والسلام هو الحج ، فكيف تقولون إنه إذا شرع في الغرض ، فمعناه أنه شرع في السفر ؟ لأن هذا هو معنى كلامهم ، أليس الرسول جاء ليحج ؟
الطلاب : بلى .
الشيخ : طيب هل نقول : إنه لما خرج إلى منى ثم عرفة ثم مزدلفة ثم منى هل نقول : إنه الآن من حين أن خرج إلى منى سافر ؟
الطلاب : لا
الشيخ : لا ، بل نقول : كيف تجعلون الغرض الأصلي هو مبتدأ السفر ، مع أن الرسول إنما جاء له ، لكن الذي يحمل على هذا هو الاعتقاد قبل الاستدلال ، أسأل الله أن يعيذني وإياكم من هذه الطريق .
الطلاب : آمين
الشيخ : ولذلك يجب على الإنسان إذا أراد أن ينظر في النصوص ، أن ينظر وقلبه خالٍ ، خالٍ من شيء يرده إلى ، أو نعم ، خالٍ من شيء يحمله إلى أن يحمل النصوص ما لا تتحمل ، أو يصرفها عن ظاهرها ، وهذا أنس بن مالك رضي الله عنه صحابي جليل ، يعرف أحوال النبي عليه الصلاة والسلام وهو من أخص الناس به ، لأنه خادمه يقول : أقمنا بها عشرا ، نعم