حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت حارثة بن وهب قال ( صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم آمن ما كان بمنىً ركعتين ) حفظ
القارئ : حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت حارثة بن وهب قال : ( صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم آمن ما كان بمنىً ركعتين )
الشيخ : وذلك في حجة الوداع ، والأمن قد ضرب أطنابه ، وإنما قال ذلك رداً على من توهّم أنّ قول الله تعالى : (( إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا )) ، يعني أول الآية : (( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا )) ،فظنوا أن هذا القيد باقٍ ، لكن الله رب الرحمة والمغفرة ، (( هو أهل التقوى وأهل المغفرة )) رفعه عن عباده ، فإن عمر استشكل هذا : (( إن خفتم أن يفتنكم )) ، فسأل الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقال : ( هذه صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ) ، أفهمت ؟ أجيبوا ؟
الطلاب : نعم
الشيخ : نعم ، واضح إذاً هو قال : ( آمن ما يكون ) لئلا يتوهم واهم أنّ قصر الصلاة ، إيش ؟
الطلاب : مقيد
الشيخ : مقيد ، مقيدٌ بالخوف أنا قلت : رب الرحمة ، فظننت أنها تشكل عليكم ، فعدلت إلى تعبير آخر ، فهل يصح أن أقول : رب الرحمة ؟
الطلاب : نعم
الشيخ : يصح ، كما قال تعالى : (( سبحان ربك رب العزة عما يصفون )) ، وإذا جاءت رب مضافة إلى صفة من صفات الله ، صارت بمعنى صاحب ، لا بمعنى خالق ، لماذا ؟ لأن صفات الله ليست مخلوقة ، فانتبه لهذه النقطة
(( وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً )) أنا كرهت حينما أخبرت برب الرحمة ، لكن لا بد من بيانه ، والمراد برب الرحمة ، أي ؟ الطلاب : صاحبها
الشيخ : صاحب الرحمة ، نعم يا سليم
السائل : إنكار ابن مسعود على عثمان رضي الله عنه شيخ هذا يكون ؟
الشيخ : اصبر جزاك الله خير ، بقي حديث ونصله ، هو الذي بعد هذا ، يلا اقرأ ...
القارئ : في باب أبواب تقصير الصلاة ، باب الصلاة بمنى
حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت حارثة بن وهب قال : ( صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم آمن ما كان بمنىً ركعتين )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، قوله : باب الصلاة بمنى الباء هنا بمعنى في يعني أنها للظرفية ، والباء تأتي للظرفية في اللغة العربية في مواطن كثيرة ، منها : قول الله تبارك وتعالى : (( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل )) أي : وفي الليل (( أفلا تعقلون )) ، ومنى معروفة : أحد مشاعر الحج ، وقوله : عن عبد الله من عبد الله هذا ؟
الطلاب : ابن مسعود
الشيخ : لا ، ابن عمر ، أخبرنا نافع عن عبد الله
قال : ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنىً ركعتين وأبي بكر وعمر ومع عثمان صدراً من إمارته ثم أتمها ) يعني صار يصلي ركعتين رضي الله عنه ، لماذا كان يصلي ركعتين ؟ الله أعلم ، يعني لم يثبت سببٌ معلوم لصلاته أربع ركعات ، لكنه لا شك أنه في أول خلافته كان يصلي ركعتين .
القارئ : الحديث يا شيخ الثاني ، قرأنا الثاني
الشيخ : الثاني ؟
القارئ : إي
الشيخ : نعم ، كيف الثاني ؟
القارئ : الذي قرأناه الحديث الثاني ، هذا تكلمنا عليه في الدرس الماضي
الشيخ : طيب الثاني قوله ، هو كالأول من حيث المعنى ، وإن كان الراوي غير ابن عمر ، قال : ( صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم آمن ما كان بمنىً ركعتين ) يعني آمن ما كان ، كأنه يريد أن يبين أنّ قول الله تبارك وتعالى : (( فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا )) ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم في منى في حجة الوداع لا يخاف ذلك ، ومع هذا كان يصلي ركعتين ، فدل هذا على أن قوله تعالى : (( إن خفتم )) شرط عفا الله عنه ، نعم