حدثنا آدم قال حدثنا ابن أبي ذئب قال حدثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة ) تابعه يحيى بن أبي كثير وسهيل ومالك عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه . حفظ
القارئ : حدثنا آدم قال حدثنا ابن أبي ذئب قال حدثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة ) تابعه يحيى بن أبي كثير وسهيل ومالك عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه .
الشيخ : قوله صلى الله عليه وسلم : ( لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر ) ، المراد بهذا الوصف : الإغراء على لزوم الطاعة ، لأن الإيمان بالله واليوم الآخر يحمل على لزوم الطاعة ، فهو من باب الإغراء ، وليس من باب التقييد بالوصف ، بحيث يقال : إن من لا تؤمن لها أن تسافر
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( مسيرة يوم وليلة ) ، كيف نجمع بينه وبين قوله فيما سبق : ( لا تسافر المرأة ثلاثاً إلا مع ذي محرم ) ؟ لأن الفرق بينهما الآن النصف ، أجاب العلماء عن ذلك بأن هذه الأحاديث خرجت مخرج الجواب ، بمعنى أنه سُئل : هل تسافر المرأة ثلاثاً مع محرم ؟ نعم ، هل تسافر ثلاثاً بدون محرم ؟ فقال : ( لا تسافر ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم ) وسُئل : هل تسافر مسيرة يوم وليلة ؟ فقال : ( لا تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم ) فيكون اختلاف المدة بناءً على اختلاف السؤال ، وهذا جمع ٌحسن وبناءً على ذلك ، هل نأخذ بالثلاثة ؟ أو نأخذ باليوم والليلة ؟ أو نأخذ بحديث أنس في صحيح مسلم : ( كان إذا خرج ثلاثة أميال أو فراسخ صلى ركعتين ) ؟ الجواب : أن ناخذ بالإطلاق الذي أطلقه الله ، ونقول : اختلاف التقدير يدل على أنه ليس مُراداً ، أعني التقدير ، فما سُمي سفراً ثبتت له أحكام السفر ، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، وجماعة من العلماء أنه لايتقيد بيوم ولا يومين ولا فرسخ نعم ، ولا ثلاثة فراسخ ولا أكثر ولا أقل إلا بالعرف ، فما سُمي سفراً فهو سفر ، لكن من المعلوم أن خروج الإنسان إلى ما يتبع القرية أو المدينة ، لا يسمى سفراً ، ومن ثم كان خروج الرسول عليه الصلاة والسلام إلى قباء من المدينة لا يسمى سفراً ، لأنه تابع للبلدة ، لكن ما ليس تابعا ًلها فإنه يكون سفراً ، كلام شيخ الإسلام لا شك أنّه أقرب إلى ظاهر النصوص ،إلا أن تحديده صعب ، لأن هذا التقدير يعني تعليق الأمر بالعرف قد يختلف الناس فيه ، فيقول بعضهم : العرف أن هذا سفر ، ويقول الآخر : العرف أن هذا ليس بسفر ، لكن أجاب شيخ الإسلام رحمه الله عن ذلك بأن المسافة الطويلة في الزمن القصير سفر ، والزمن الطويل في المسافة القصيرة سفر ، وعلى هذا فلو ذهب الإنسان إلى الرياض ، ورجع في يومه لكان مسافراً ، لأن المسافة طويلة ، ولو ذهب إلى بريدة من عنيزة ورجع في يومه فليس بمسافر ، لكن لو بقي هناك يومين أو ثلاثة فهو مسافر ، هذه قاعدة شيخ الإسلام رحمه الله وهي إلى النصوص أقرب ، لكن رأي الآخرين الذين يقولون : إنها محددة بمسافة ، وهي نحو ثلاثة وثمانين كيلو ، أقرب إلى الضبط والانضباط ، فيقال مثلاً : من بلغ هذه المسافة فهو مسافر سواء ًبقي يوماً أو يومين أو شهراً أو شهرين ، أو رجع من ساعته ، ومن لم يبلغها فليس بمسافر ولو بقي يوماً أو يومين أو أكثر ، لكن شيخ الإسلام رحمه الله قال : هذا يحتاج إلى توقيف ، والمسألة ليست هينة ، المسألة صلاة ، والرسول عليه الصلاة والسلام ليس عنده مسّاحون يضبطون الأرض إلى هذا التقدير ،
وتعلمون أن العلماء رحمهم الله يقدرون هذا بالفراسخ والأميال والأذرع والأشبار والأصابع والشعير وشعرة الحصان ، هذا صعب ، صعب جداً ، يعني مثلاً نحن الذين هنا وآخر في طرف المسجد الذين هنا وهم إلى البلد أقرب ليسوا مسافرين والآخرون مسافرون ، ترى أنا أراهم ، ومع ذلك نقول : هذا مسافر وهذا غير مسافر ، وأنا أرى أن رأي شيخ الإسلام جيد ويمكن ضبطه ، فمثلاً الذين يذهبون من بريدة ، أو من الجامعة إلى الرسّ مثلاً ، ويرجعون في يوم يعني يأتون للدراسة ويرجعون هؤلاء غير مسافرين ، ولو كانت المسافة طويلة ، كلٌ يعرف أنه غير مسافر ولذلك أهله لا يودعونه توديع المسافر ، ولا يستقبلونه استقبال المسافر ، لكن لو كان يريد أن يذهب إلى مثلاً من بريدة إلى الرسّ ، لشغلٍ يبقى فيه يومين أو ثلاثة ، لكان عند الناس مسافراً ، فإذا تأمل الإنسان ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله ، الذي هو ظاهر النصوص يتبين له أنّه يمكن ..
السائل : الطالب الذي يقيم في الجامعة ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : الطالب الذي يذهب من الرسّ ويقيم في إسكان الجامعة في بريدة ؟
الشيخ : نعم مسافر
السائل : مسافر.
الشيخ : هذا مسافر
السائل : لم تكن المسافة معتبرة
الشيخ : عند الشيخ غير معتبرة ، عند الشيخ غير معتبرة ، لكن عند الذين يرون أن المسافة ثلاثة وثمانين كيلو ، يكونوا مسافرين ، حتى إذا رجعوا مثلاً في يومهم ، وحانت صلاة الظهر لهم أن يقصروا ، نعم